دما صنعت كما تصنع المستحاضة» (١).
وفي «عيون أخبار الرضا عليهالسلام» عن أحمد بن عبدوس ، عن علي بن محمّد بن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان قال : سأل المأمون علي بن موسى الرضا عليهالسلام أن يكتب له محض الإسلام فكتب ، وفيما كتب : «والنفساء لا تقعد [عن الصلاة] أكثر من ثمانية عشر يوما فإن طهرت قبل ذلك صلّت ، وإن لم تطهر حتّى تجاوز ثمانية عشر يوما اغتسلت وصلّت وعملت ما تعمله المستحاضة» (٢) ، روى هذه الرواية بطرق متعدّدة.
وروى الصدوق رحمهالله ـ في الصحيح ـ عن معاوية بن عمّار ، عن الصادق عليهالسلام حكاية أسماء بنت عميس ، وأنّ جلوسها كان سبعة عشر يوما ، ثمّ بعدها أمرها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالاغتسال والطواف (٣).
ولا يخفى أنّ حمل هذه الأخبار على التقيّة متعيّن ، لأنّها أبعد عن طريقة الشيعة وأقرب إلى العامّة ، بل ربّما كان منهم من أفتى بها (٤) ، بل ربّما كان الظاهر كذلك ، والمعتبر في التقيّة زمان صدور الأخبار ، مع أنّ هذه الحكاية بالنسبة إلى أسماء بنت عميس صدرت على رءوس الأشهاد ، فبعيد غاية البعد عدم ذهاب أحد من العامّة إليها مع وجودها في كتبهم.
مع أنّ القدماء (٥) ـ مثل الشيخ حملوها على التقيّة (٦) وهم أعرف بها ، مع أنّه
__________________
(١) تهذيب الأحكام : ١ / ١٧٧ الحديث ٥١٠ ، الاستبصار : ١ / ١٥٢ الحديث ٥٣٠ ، وسائل الشيعة : ٢ / ٣٨٧ الحديث ٢٤٢٥.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ٢ / ١٣٣ الباب ٣٥ ، الحديث ١ ، وسائل الشيعة : ٢ / ٣٩٠ الحديث ٢٤٣٥.
(٣) من لا يحضره الفقيه : ٢ / ٢٣٩ الحديث ١١٤٢ ، وسائل الشيعة : ١٢ / ٤٠١ الحديث ١٦٦٢١.
(٤) الخلاف : ١ / ٢٤٢ المسألة ٢١١.
(٥) في (د ٢) و (ز ٣) : الفقهاء.
(٦) تهذيب الأحكام : ١ / ١٧٨ ذيل الحديث ٥١١.