يرضى قلم أن يكتبه على قرطاس ، ويستحي المداد إمداده في ذلك ، إذ عرفت أنّ طريقة الشيعة أنّ الخطاب بالمشافهين ، وهو الذي اقتضته الأدلّة وبناء لغة العرب ووضعها ، بل كلّ لغة هكذا حاله.
وتجويز الأشاعرة مبني على تجويزهم صدور القبيح عن الله تعالى والرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمّة عليهمالسلام ، لمنعهم القبح العقلي (١).
وفساده من ضروريّات مذهب الشيعة وغيرهم من العدليّة ، وغيرهم من أرباب العقول (٢).
وما وقع من بعض متأخّري الشيعة من تجويزهم حقّية مذهب الأشعري محض غفلة منهم عن حقيقة الحال ، ولذا يتحاشى عنه جميع المحقّقين منهم ومن غيرهم ، وتمام التحقيق في «الفوائد» (٣).
هذا كلّه ؛ مضافا إلى اعتراضات اخر في غاية الكثرة.
منها : ما عرفت من أنّه لا نزاع في وجوب الجمعة على كلّ كافر فضلا عن المسلم ، سوى ما استثني في الصحاح ، إنّما النزاع في أنّ الجمعة ما هي على القول بأنّ العبادات أسام للصحيحة ، أو التوقّف في أنّها كذلك ، أو أسام للأعم ، أو أنّ شرائطها ما هي؟ مع الاتّفاق في شرائط كثيرة غاية الكثرة ، إنّما النزاع في شرط واحد على القول بأنّها أسام للأعم ، وعرفت أنّ العبادات توقيفيّة وبيانها وظيفة الشرع.
ومنها : أنّ المقام لم يكن مقام حاجة إلى ذكر الشرائط جزما ، ولذا لم يتعرّض
__________________
(١) كشف المراد (شرح التجريد) : ٣٢٧ و ٣٣٠ ، نهج الحقّ وكشف الصدق : ٨٣ و ٨٥.
(٢) نهج الحقّ وكشف الصدق : ٨٢ و ٨٥.
(٣) الفوائد الحائريّة : ٣٦٣ الفائدة ٦.