ومسلّم ذلك عند المستدلّين ـ فالتكرار الذي يتحقّق من الخارج فإنّما هو على قدر ما اقتضاه مقتضيه ، لا أزيد بالبديهة ، فالمقتضي إن كان هو الإجماع فقد عرفت حاله ، وإن كان الأخبار فقد عرفت حالها ، وإن كان فعل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والإمام عليهالسلام ، فقد عرفت حالهما ، بل عرفت أنّ الكلّ يقتضي بطلان مختار المستدلّ ومطلوبه.
وإن كان العقل ، فلا شكّ في عدم مدخليّته في العبادات وجميع التوقيفيّات.
مع أنّ المستدلّ اعترف بأنّ نصب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمّة عليهمالسلام كان لحسم مادّة النزاع في هذا المنصب الجليل العظيم ، فهذا يقتضي اللزوم في زمان غير الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والإمامين عليهماالسلام بطريق أولى ، لأنّهم كانوا مبسوطي اليد ، والناس كانوا مطيعين لهم غاية الإطاعة في أمثال هذه الامور.
مع أنّا نرى الطباع في غاية الميل إلى إمامة الجمعة ونهاية الشوق إليها ، ويستلذّون منها نهاية اللذّة ، وربّما نرى بعض عشّاقها والوالهين لها ، لما جبل في قلوب البشر من حبّ الشهرة والعلوّ والرفعة والرئاسة والسلطنة ، فإنّ السلاطين ـ مع كون سلطنتهم ظاهريّة ومن الخوف على الأبدان ـ يقتلون أولادهم وأعزّ الخلق إليهم وأحبّهم لديهم ، أو يعمون أبصارهم من مجرّد توهّم وخيال وتهمة.
بل وربّما لا يتّهمون ويفعلون ، فما ظنّك بالسلطنة الباطنيّة؟ وعلى سبيل المحبّة والشوق والإرادة ، وعلى القلوب ، وقانا الله شرّها ، وحفظنا وعصمنا من مهالكها وغوائلها ، فإنّ النفس أمّارة بالسوء إلّا ما رحم ، مختارة للباطل إلّا من عصم باسمك الأعظم ولطفك الأعم ، فاحفظ واعصم آمين ثمّ آمين ، بمحمّد وآله الميامين المعصومين عن الذنب واللمم ، صلوات الله عليهم.
وبفساد هؤلاء العلماء السوء يفسد العالم ، كما أنّ بفساد السلاطين الظاهريّة