ويؤكّدون غاية التشديد والتأكيد ، سيّما بالنسبة إلى الشرع والدين.
فكيف يقول : إنّهم يتّفقون على ارتكاب المحرّمات المذكورة؟ مع أنّهم إذا بنوا أمرهم على الغشّ والخيانة في الدين ، والتدليس في شرع المعصومين عليهمالسلام ، سيّما وأن يتّفقوا على ذلك ، وخصوصا أن يكثروا غاية الإكثار.
بل ويكون دأبهم ذلك فكيف يؤمن من أن لا يصدر قليل من ذلك من بعضهم مثل الشيخ رحمهالله في خبر من أخبارهم؟! فكيف يجوز إذن التعويل على أخباره؟! إذ كلّ خبر من أخباره يجوز أن يكون ذلك المدلّس المغشوش.
ومعلوم أنّه لا طريق لنا إلى الأخبار إلّا من جهتهم ، ولا نعرف نفس الخبر فضلا عن كيفيّته إلّا من نقلهم وكيفيّة نقلهم ، والله تعالى أمرنا بالتبيّن في خبر الفاسق (١) ، والأخبار أيضا تدلّ على ذلك (٢) ، والمصنّف أيضا بناؤه على ذلك ، حاشاهم عن أمثال ذلك! بل هم كما ذكره المصنّف في قوله : (ثمّ من بعدهم). إلى قوله : (بالله عزوجل) ، ولا يفي لمدائحهم الدفاتر ، وكلّ لسان عن تعدادها كالّ قاصر.
كيف لا؟ وهم حجج الله علينا بعد الأئمّة عليهمالسلام ، كما ورد في النصّ الصريح (٣) ، مضافا إلى الوجدان والمشاهدة ، وهم المتكفّلون لأيتامهم بعد انقطاعهم وغيبة صاحبهم ، كما ورد في الأخبار (٤).
مضافا إلى الآثار والاعتبار ، وهم المؤسّسون لدين النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمّة عليهمالسلام ، والمجدّدون له في رأس كلّ مائة وكلّ قرن ، كما ورد عنهم عليهم
__________________
(١) الحجرات (٤٩) : ٦.
(٢) تفسير نور الثقلين : ٥ / ٨٢ الحديث ١١ ـ ١٤.
(٣) كمال الدين : ٤٨٣ الحديث ٤ ، الاحتجاج : ٤٧٠ ، وسائل الشيعة : ٢٧ / ١٤٠ الحديث ٣٣٤٢٤.
(٤) راجع! بحار الأنوار : ٢ / ٢ باب ثواب الهداية والتعليم.