لسان عنه كالّ قاصر ، ينسبون أمثال هؤلاء (١) على الاجتماع على الجهل والقصور ، والغفلة والغرور نعوذ بالله من هذا ، وممّا هو أدون من هذا ، وإن كان أدون بمراتب لا تحصى.
ويتوهّمون : أنّ لفظ «صلاة الجمعة» إذا أطلق على أيّ شيء يكون ، بأيّ إطلاق يكون هو بعينه ما أراد الله والرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمّة عليهمالسلام من لفظ صلاة الجمعة الواردة في ألفاظهم وعباراتهم جزما ويقينا ، بحيث لا يبقى لهم ريبة ولا تزلزل أصلا.
ولا يفرّقون بين ألفاظ العبادات وغيرها ، وبين ما علم اصطلاح المعصوم عليهالسلام فيه وما لم يعلم ، وما يجري فيه الاصول والقواعد في جعله اصطلاح المعصوم عليهالسلام وما لم يجر فيه ، وبين مجرّد الاستعمال والاستعمال الحقيقي ، .. إلى غير ذلك ، ولا يدرون أنّ ما دلّ عليه الآية والأخبار لا نزاع فيه أصلا ، وما فيه النزاع لا دلالة للآية ولا لخبر عليه ، كما عرفت.
والمجتهد الموجب عينا لا يدّعي إلّا ظهور الآية والأخبار من جهة إطلاقاتها ، بناء على أنّ الجمعة والركعة وأمثالهما أسام للأعم ، بظنّ لهم فيه ، وقد عرفت خطاءه ، أو لظنّ أصل العدم وعرفت أنّه عليهم لا لهم.
ويقولون : لا يثبت الإجماع من دعوى الفقهاء ، لا أنّه لا يحصل من كلامهم ظنّ أيضا ، كيف؟ ولا شكّ في كون ما ادّعوه شهرة عظيمة ـ لا أقلّ منها ـ جزما.
ولذا ـ من باب الغريق ـ يتشبّثون بنادر ظاهر عبارة بعضهم في بعض كتبه ، وإلّا فمن لاحظ أقوالهم في كتب الفقه والاستدلال ، وتفسير القرآن وكتب الإماميّة ، وجدهم متّفقين في الفتوى ودعوى إجماع الشيعة ، نعم ، قليل منهم
__________________
(١) في (د ٢) : هؤلاء العظام.