والستر ، على ما ذكرناه ، ويشهد عليه (١) الأخبار والاعتبار.
وأمّا الذي لم يكن من المعاشرين ولا المعروفين ؛ فلا يكاد يعرف كونه من أهل الإيمان أيضا ، على ما أشرنا.
وممّا ذكر ظهر الجواب عن الأخبار ، فإنّ قوله عليهالسلام : «ليسوا يعرفون بشهادة الزور» ظاهره أنّهم معروفون ، إلّا أنّهم ليسوا يعرفون بشهادة الزور ، لا أنّهم ليسوا معروفين أصلا ، مع كونهم معروفين ، بالإسلام المرادف للإيمان ، ومثل ذلك الكلام في رواية سلمة.
وأمّا الروايات الدالّة على ردّ شهادة الفاسق ؛ فيمكن الجواب عنها ، بأنّ الفاسق اسم من خرج عن الطاعة واقعا (٢) ، لا من ثبت فسقه ، فإنّه ليس معناه لغة وعرفا ، وهذا يقتضي الملكة أو حسن الظاهر ـ كما ستعرف ـ فإنّه (٣) مثل الزاني والسارق وغيرهما اسم لمن صدر منه المبدأ من غير مدخليّة الثبوت فيه ، ولذا يقال عرفا : إنّ مجهول الحال يحتمل أن يكون فاسقا ، أو غير فاسق.
نعم ، لا يقال : هذا فاسق إلّا بعد الثبوت كالسارق وغيره من المشتقّات ، على أنّ ما ذكرناه لو لم يكن ظاهرا ، فلا أقلّ من حسنه في مقام الجمع بين الأدلّة ، وليس جمع أقرب منه وأظهر بلا شبهة ، إن لم تحمل تلك الأخبار على التقيّة.
مع أنّ سند أكثرها ضعيف ، وما يكون صحيحا ربّما يكون ظاهرا فيما ذكرنا ، مع أنّ الاحتمال لا أقلّ منه ، فلا يثبت ما يعارض ما سيجيء من الأدلّة المعتبرة.
مع أنّه ربّما يظهر ما ذكرناه من ملاحظة الأخبار الدالّة على اشتراط حسن
__________________
(١) في (ز ١) و (ز ١) و (ط) : على ذلك ، بدلا من : عليه.
(٢) لسان العرب : ١٠ / ٣٠٨ ، مجمع البحرين : ٥ / ٢٢٨.
(٣) لم ترد في (ز ٣) من قوله : فإنّه. إلى قوله : وغيره من المشتقّات.