ولا يحصل ذلك إلّا بالمعاشرة الباطنيّة ، بحيث يحصل من ملاحظة حاله الوثوق والاطمينان بأنّه في الباطن ما يميل ، ولا يحصل ذلك إلّا بوجدان الملكة والهيئة الراسخة.
وكذا الحال في لفظ الفاسق ، فإنّ الإجماع (١) والآية (٢) ، والأخبار المتواترة (٣) تدلّ على عدم قبول شهادة الفاسق ، وعدم جواز إمامته.
والفسق اسم للخروج عن الطاعة بحسب نفس الأمر ، كالزنا واللواط والقتل ، فإنّها أسام للأفعال بحسب نفس الأمر ، فلا بدّ من عدمه بحسب نفس الأمر والوثوق به كذلك على قياس ما قلناه في العدالة ، ولا يوجد الوثوق إلّا بالهيئة الراسخة ، كما ترى.
ونجزم أنّ كثيرا من الناس لهم حالة لا يقتلون النفس المحترمة عمدا ، ولا يزنون بذات البعل ولا بغيرها أيضا ، ولا يرقصون ، ولا يشربون الخمر ، ولا يلوطون بالغلام ، ولا يجامعون الحيوان ، ولا يزنون بالامّ والاخت والبنت.
وكذا الحال في الواجبات بأنّهم لا يتركون الصلاة ، والصيام ، وردّ السلام ، وأمثال ذلك عمدا.
وبالجملة ؛ كلّ الناس لهم ملكة في ترك بعض المعاصي جزما ، مثل عدم الزنا بالبنت والامّ وأمثال ذلك.
وكثيرا منهم لهم ملكة في كثير ، على تفاوت مراتبهم في الصلاح والسداد والعفّة ، والخوف من الله تعالى ، وشرّ يوم القيامة ، بل بعض الناس لهم ملكة
__________________
(١) لاحظ! مسالك الأفهام : ١٤ / ١٦٩.
(٢) الحجرات (٤٩) : ٦.
(٣) وسائل الشيعة : ٨ / ٣١٣ الباب ١١ من أبواب صلاة الجماعة ، ٢٧ / ٣٧٣ الباب ٣٠ من أبواب الشهادات.