المسلمين حتّى تصير شهادته حجّة لكلّ من احتاج منهم ، وعلى كلّ من أوردت عليه ، فتكون عدالته متلقاة بالقبول بينهم؟
هذا ؛ مع أنّه وقع فيها اختلاف بحسب طرق روايتها ومتن الرواية.
وتدلّ أيضا على أنّ الجماعة في الفرائض واجبة وحضورها لازمة من أشدّ الفرائض واللوازم ، حتّى أنّه يحرق بيوت المتخلّفين عليهم ، إلى غير ذلك.
وكلّ ذلك مخالف لإجماع الشيعة وأخبارهم ، مع مخالفتها للأخبار الواردة في معرفة العدالة ، فيمكن الحمل على التقيّة ، لأنّ من العامّة من قال بوجوب الجماعة وحضورها (١) ، أو يحمل على الاستحباب وشدة تأكّده ، والله يعلم.
وطريق الاحتياط واضح ، وهو أمر آخر ، وربّما كان الاحتياط في المراعاة ، وربّما كان الاحتياط في ترك المراعاة ، بل هو الأظهر في الأكثر.
إذا عرفت أنّ الأظهر ؛ أنّ العدالة هي حسن الظاهر بالنهج الذي قرّرنا ، فلا بدّ من بيان ما يجب على العادل اجتنابه وارتكابه.
والمشهور المعروف ؛ أنّه يجب عليه ترك الذنوب ، وأنّها تنقسم إلى الكبائر والصغائر ، وأنّ الواجب ترك كلّ واحدة من الكبائر ، والإصرار على الصغائر.
وقيل : كلّ ذنب كبيرة (٢) ، لما ورد في بعض الأخبار أنّ : «كلّ ذنب عظيم» (٣) ، وأنّه : «لا تنظر إلى ما عصيت ، بل انظر إلى من عصيته» (٤) ، وتسميتها صغيرة وكبيرة بالإضافة إلى الآخر ، مثل القبلة ، فإنّها كبيرة بالنسبة إلى النظر ،
__________________
(١) بداية المجتهد : ١ / ١٤٣ و ١٤٤.
(٢) قال به الطبرسي في مجمع البيان : ٢ / ٨٤ (الجزء ٥).
(٣) تهذيب الأحكام : ٢ / ١٣٠ الحديث ٥٠٢.
(٤) بحار الأنوار : ٧٤ / ٧٥ الحديث ٢ و ٧٥ / ٤٥٢ الحديث ٢٠ مع اختلاف يسير.