وصغيرة بالنسبة إلى الزنا ، وقس على ذلك. ونسبه الطبرسي إلى الشيعة (١) ، مع أنّ المشهور والمعروف منهم هو ما ذكرنا ، وهو الأظهر من الآيات (٢) والأخبار الكثيرة المعتبرة (٣).
منها : ما في آخر «العلل» بسنده إلى أبي إسحاق أنّه قال للباقر عليهالسلام : المؤمن المستبصر إذا زاد المعرفة وكمل ، هل يزني؟ قال : «لا» ، قلت : فيلوط؟ قال : «لا» ، قلت : فيسرق؟ قال : «لا» ، قلت : فيشرب الخمر؟ قال : «لا» ، قلت : فيأتي بكبيرة من هذه الكبائر ، أو فاحشة من هذه الفواحش؟ قال : «لا» ، قلت : فيذنب ذنبا؟ قال : «نعم هو مؤمن مذنب ملم» ، قلت : ما معنى ملم؟ قال : «الملمّون بالذنب لا يلزمه ولا يصرّ عليه» (٤).
ومنها : رواية الحلبي عن الصادق عليهالسلام في قول الله عزوجل (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ) (٥) الآية ، قال : «الكبائر التي أوجب الله عليها النار» (٦).
ولعلّ المراد ما أوجب الله في القرآن ، كما يظهر من أخبار اخر ، وهي كثيرة تتضمّن أنّها سبعة ، وفي بعضها عشرون ، وفي بعضها أزيد ، بل إلى السبعين ، وفي بعضها جعل من جملة السبعة كلّ ما أوجب الله عليه النار (٧).
__________________
(١) مجمع البيان : ٢ / ٨٤ (الجزء ٥).
(٢) النساء (٤) : ٣١ ، الشورى (٤٢) : ٣٧ ، النجم (٥٣) : ٣٢.
(٣) وسائل الشيعة : ١٥ / ٣١٥ الباب ٤٥ ، ٣١٨ الباب ٤٦ من أبواب جهاد النفس وما يناسبه.
(٤) علل الشرائع : ٢ / ٦٠٦ الحديث ٨١.
(٥) النساء (٤) : ٣١.
(٦) الكافي : ٢ / ٢٧٦ الحديث ١ ، وسائل الشيعة : ١٥ / ٣١٥ الحديث ٢٠٦٢٠.
(٧) وسائل الشيعة : ١٥ / ٣١٨ الباب ٤٦ من أبواب جهاد النفس.