وستعرف أيضا أنّ ترك المستحبّات ينافي المروّة ، وسببه ذلك ، على أنّ في المعتبر : «لا تصلّ خلف من لا تثق بدينه وأمانته» (١) والوثوق بدين الشخص وأمانته ربّما لا يحصل من مرتكب منافيات المروّة.
وقس على هاتين الروايتين غيرهما من الروايات التي أوردناها في عدالة الرجل الظاهرة فيما ذكرناه ، وتأمّل فيها.
وفي وصيّة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يا أبا ذر! إمامك شفيعك إلى الله فلا تجعله سفيها ولا فاسقا» (٢). إلى غير ذلك من الأخبار.
قوله : (إلّا إذا بلغ). إلى آخره.
أقول : نقل عن بعض الفقهاء القول بحرمة ترك جميع المندوبات ووجوب فعل شيء منها في الجملة (٣).
وعلى هذا يكون تارك الجميع فاسقا إن كانت كبيرة ، أو مصرّا على النحو الذي ذكرنا.
وأمّا المشهور ؛ فعدم الحرمة ، لأنّه المستفاد من الأخبار مثل قولهم عليهمالسلام : «من عمل بما افترض الله عليه فهو من أعبد الناس» (٤) ، وأنّ من أتى بالواجبات لا يسأله الله تعالى عن غيرها (٥) ،. إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة (٦).
__________________
(١) وسائل الشيعة : ٨ / ٣٠٩ الحديث ١٠٧٥٠ مع اختلاف يسير.
(٢) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٤٧ الحديث ١١٠٣ ، علل الشرائع : ٣٢٦ الحديث ١ ، تهذيب الأحكام : ٣ / ٣٠ الحديث ١٠٧ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٣١٤ الحديث ١٠٧٦٥ مع اختلاف يسير.
(٣) مسالك الأفهام : ١٤ / ١٧١.
(٤) الكافي : ٢ / ٨٤ الحديث ٧ ، وسائل الشيعة : ١٥ / ٢٦٠ الحديث ٢٠٤٥١.
(٥) وسائل الشيعة : ١ / ٧٩ الحديث ١٧٩ نقل بالمعنى.
(٦) راجع! وسائل الشيعة : ١٥ / ٢٥٩ الباب ٢٤ من أبواب جهاد النفس.