من سؤالهم أنّهم كانوا يعرفون الأمر الذي سألوا وكثيرا من أحكامه ، وما كان إشكالهم إلّا عن حكم أو حكمين أو ثلاثة منه ، ولذا ما كانوا يجابون إلّا الذي سألوا ، وما كانوا أصلا يسألونهم أنّ باقي أحكام ما سألت من أين عرفت؟ حتّى أنّك تقتصر في سؤالك على خصوص إشكالك ، مع أنّهم ما رووا لنا سوى ما سألوا ، ولو كانوا يدرون ما بقي ذلك من جهة الرواية لكانوا يروون لنا.
وممّا ذكرنا (١) ظهر ما في شبهتهم أنّ طريقة الرواة كانت الاقتصار. إلى آخره.
مع أنّ تأسيس مذهب الشيعة صار في زمان المفيد رحمهالله (٢) ، مع ما أشرنا إلى جلالته وجلالة أمثاله فيما سبق (٣) ، مضافا إلى ما ورد من التوقيعات عن القائم ـ عجّل الله فرجه الشريف ـ في جلالته ، فلاحظ «الاحتجاج» (٤).
وقد رثاه القائم عليهالسلام يوم وفاته بمرثية ذكرتها في تعليقاتنا على الرجال (٥).
وورد عنهم عليهمالسلام في حقّه الخطاب بـ «يا شيخي ، ويا معتمدي ، الحقّ مع ولدي» (٦) مريدا من الولد : السيّد المرتضى رحمهالله ، وقد لقّبه جدّه بـ «علم الهدى» (٧) ، ومداره في الفقه على الإجماع (٨) بسبب منعه عن العمل بخبر الواحد (٩) وغيره من
__________________
(١) في (د ١ ، ٢) و (ز ٢) و (ط) : ذكر.
(٢) لا يخفى أنّ المراد من التأسيس التقوية ، كما قال الشارح رحمهالله في وصف العلماء : هم المؤسّسون لدين النبي والأئمّة عليهمالسلام .. وما تشيّد دينهم ولا تأسّس مذهبهم .. إلّا منهم وببركتهم.
(٣) راجع! الصفحة : ٤٠ و ٤١ من هذا الكتاب.
(٤) الاحتجاج : ٤٩٥.
(٥) تعليقات على منهج المقال : ٣١٨.
(٦) راجع! مقابس الأنوار : ٦ ، قصص العلماء : ٤٠٧.
(٧) رياض العلماء : ٤ / ١٨.
(٨) راجع! الانتصار فإنّه يدّعي الإجماع في كلّ مسألة.
(٩) الذريعة إلى اصول الشريعة : ٢ / ٥٢٨.