الظنون ، وقصره في اليقين.
وحال الأعاظم الموافقين له ممّن تقدّم عليه أو تأخّر عنه أيضا كذلك.
مع أنّ جمعا منهم وصلوا إلى خدمة الأئمّة عليهمالسلام ، وربّما كان بعضهم من سفرائهم ، بل جمع من متأخّري فقهائنا وصلوا إلى خدمة القائم عليهالسلام ، وحكايات الوصول مشهورة (١).
هذا ؛ مضافا إلى الكرامات الصادرة عنهم ، بل وعن قبورهم أيضا ، بل هي محالّ الفيوض الإلهيّة ونيل حوائج الدنيا والآخرة ، وسمعنا من الثقات عجائب منها ، مع الرؤيا الدالّة على عظم المنزلة ونهاية الرفعة بالنسبة إليهم حقيقة في غاية الكثرة ، بل ربّما يظهر منها أيضا كرامات عجيبة.
وما ذكر من أنّ كلّ واحد من المجمعين .. إلى آخره فقد عرفت حقيقة الإجماعات ، وستعرف بطلان أصل الشبهة مع أنّها شبهة وردت في نفي المتواتر ، والمسلم بناء دينه على المتواترات ، فكيف يجوز له التمسّك بهذه الشبهة؟
وأمّا أنّ حجيّة الإجماع يوجب حقيّة خلافة أبي بكر ففيه ؛ أنّ الأخبار (٢) التي أوردوها على إمامته وخلافته (٣) ، وكذا سائر اعتقاداتهم وشرعهم ، ومنه كفر الرافضي ووجوب قتله (٤) ، إلى غير ذلك ممّا لا تحصى عددا ، فعلى ما ذكرتم لزم عدم حجيّة الأخبار بطريق أولى ، ثمّ أولى.
مع أنّ العامّة كثيرا ما يتمسّكون بالقرآن ، فلا بدّ أن لا يكون القرآن حقّا.
ومعلوم أنّ الإجماع لم يتحقّق على خلافته ، وإلّا لكان حقا البتّة ، إذ
__________________
(١) بحار الأنوار : ٥٣ / ٢٢٢ ـ ٣١٣.
(٢) سنن ابن ماجة : ١ / ٣٦.
(٣) في (د ١) و (ز ٢) و (ط) : جلالته.
(٤) لسان الميزان : ١ / ٢٠ ، كنز العمّال : ١ / ٢٢٣ الحديث ١١٢٧ و ١١٢٨.