كونه حقّا ، إذ محال أن يكون خلافه حقّا وهو واضح.
ثمّ اعلم! يا أخي! أنّ من جزم بكون درهم ـ مثلا ـ زيوفا ، بسبب قول جماعة من الصيارفة مع كونهم غير ظاهري العدالة ، ولا يحصل الجزم من مجموع ما ذكرنا ، فلا شكّ في أنّه إمّا قاصر ؛ ما لاحظ أقوال الفقهاء وما أشرنا إليه ، أو ذهنه مؤوف معيوب ، أو بالشبهات المخالفة للبديهة مشوب ، وقد عرفت حالها ، أو أنّه يبغض الفقهاء وينفر منهم ، وهم طوائف ثلاث :
الأولى : الصوفية فإنّهم من قديم الأيّام إلى الآن يبغضونهم ، بل ولا يبغضون أحدا سواهم ، وعلى فرض أن لا يصل حال شخص منهم إلى حدّ البغضاء ، فلا شكّ في كمال نفرته ، وكذا شغله الاستخفاف والطعن عليهم ، والميل إلى طريقة الصوفية وإن كانوا من العامة ، فربّما أدّى ذلك إلى إنكار ضروري مذهب الشيعة من نفي الجبر وكون القول به مخرجا عن الإيمان ، وحلّية الغناء ، وأمثالهما ممّا عليه الصوفية كلّهم أو جمع منهم.
والثانية : جماعة يشتغلون بمذاكرة مثل تفسير البيضاوي ، ويزاولون ويعتادون إلى أن يحصل لهم إلف تامّ وانس كامل بطريقة أهل السنّة ، فيميل قلوبهم إليها ، ويعجبهم شأنها ، فيتنفّرون عن طريقة الخاصّة وما أسّسه علماؤهم ، ويشنّعون عليهم وبسوء عقيدتهم في علمهم وفهمهم حتّى فيما أجمعوا عليه ، بل وربّما أدّى ذلك إلى إنكار ضروري المذهب من كون الوضوء بمسح الرجلين دون الغسل ، وكون الإمامة والعدل من اصول الدين. وأمثال ذلك.
والثالثة : طائفة رفعت اليد عن تحقيق المذهب والدين وتأسيسهما وتشديدهما ، والطعن على المخالفين والكافرين ، واشتغلوا بالطعن على المؤسّسين للمذهب والدين والمتكفّلين لأيتام المعصومين والحجج على الناس بعد الأئمّة الطاهرين عليهمالسلام.