الاجتهاد والأخبار (١) وغيرها (٢).
فمن جهات أربع حصل المانع من العلم ، وحصل الاختلاف (٣) الموجب للعلاج ، بل كلّ جهة من تلك الجهات حصل فيها اختلالات (٤) كثيرة محتاجة إلى العلاج ، وكلّ ذلك بديهي مشاهد ، فأين حال الرواة عنهم من حالنا؟ والشرائط ليست إلّا نفس تلك العلاجات بالبديهة.
وأمّا الراوي عن الراوي ، فإن كان حاله حاله فلا كلام ، وإن كان حالهم حالنا ، فلا شكّ في أنّهم كانوا يعرفون العلاج ، والعلاج منحصر فيما ذكروه بالبديهة ، مع أنّ الانحصار بالنسبة إلينا بما لا يمكن التأمّل فيه ، ولذلك حكم الفقهاء بكون الاحتياج إلى الاصول ضروريّا ، وصرّحوا بذلك (٥) ، وأثبتناه في الرسالة (٦) وغيرها (٧) مشروحا.
هذا ؛ وهم في الفقاهة يقلّدون الفقهاء من حيث لا يشعرون بالبديهة والوجدان ، يفتون للعوام في مقام تقليدهم مع تصريحهم بحرمة الاجتهاد والتقليد ، ومن لطف الله على العباد أنّه سلّط على هؤلاء عدم الشعور بأنّهم يقلّدون الفقهاء ، وإلّا لكان الدين يضمحلّ بالمرّة لو كان بناؤهم على شبهاتهم المخالفة للبديهة ، كما لا يخفى على من له أدنى فطنة.
نعم ؛ ربّما يتفطّنون فيصدر منهم مخالف العقل والنقل الضروري واليقيني.
__________________
(١) راجع! الرسائل الاصوليّة : ٥.
(٢) الرسائل الاصوليّة : ٤٥٤.
(٣) في (د ١ ، ٢) : اختلال.
(٤) في (ز ١) : اختلافات.
(٥) معالم الدين في الاصول : ٢٤٠.
(٦) الرسائل الاصوليّة : ٩٤.
(٧) الرسائل الاصوليّة : ٩٤ ـ ١١٠.