طبق كتابيهما.
وربّما لم يتعرّضا لذكر الأخبار ، والمصنّف وافقهما.
بل ربّما يكتفيان بنقل بعض الأخبار ، على ما يظهر ـ غاية الظهور ـ أنّهما اكتفيا به عمّا لم ينقلا ، والمصنّف توهّم أنّ الحديث مختصر فيما نقلا ، مثل ما صدر منه في مسألة انفعال ماء القليل ، حيث قال : لمفهوم الصحيحين وظاهر الآخرين (١).
مع أنّ الأخبار الدالّة أزيد منها بمراتب شتّى ، بحيث لم يخف على الأطفال الذين لاحظوا كتب الأخبار فضلا عن غيرهم ، بل الأخبار متواترة بلا شبهة ، فإنّه صرّح بذلك صاحب «المعالم» (٢) ، وجدّي العلّامة المجلسي (٣) ، وغيرهما (٤).
ونبّهنا على التواتر في حاشيتنا على «المدارك» (٥) ، مع أنّ من له أدنى تتبّع في الأخبار لا يحتاج إلى التنبيه ، لنهاية الوضوح ونهاية الوفور والتواتر.
وأيضا ربّما ذكرا فيهما في مسألة : إنّا لم نجد نصّا فيها. والمصنّف تبعهما ، مع أنّ النصوص موجودة في الكتب المشهورة ، بل ربّما كان في الكتب الأربعة ، بل ربّما كان في مقام ذكر تلك المسألة ، بل ربّما كان في غير المقام نصوص كثيرة في كتب غير المشهورة ، أو المشهورة ، أو الأربعة ، أو هي أيضا مشهورة.
وأيضا ربّما اقتصرا على ذكر بعض الأدلّة ، والمصنّف تبعهما ، وربّما قالا : لم نجد دليلا ، والمصنّف تبعهما ، مع أنّ الدليل موجود قطعا ، بل وربّما يكون واضحا ، بل وربّما يكون في الكتب مذكورا.
__________________
(١) مفاتيح الشرائع : ١ / ٨٣.
(٢) معالم الدين في الاصول : ٤ / ١٩٧.
(٣) روضة المتّقين : ١ / ٥٤.
(٤) لاحظ! مفتاح الكرامة : ١ / ٧٣.
(٥) الحاشية على مدارك الأحكام للوحيد رحمهالله : ١ / ٦٠ و ٦١.