الصلاة» (١) ، والتقييد بعدم الإزعاج ظاهر.
والظاهر أنّ ما في «الفقه الرضوي» محمول على التقيّة ، لموافقته لمذهب جماعة من العامّة (٢) ، وكذلك الحال فيما روى عن البقباق ، وما في «التهذيب» من الخبر الدالّ على الإتمام والصيام في ضياع بني العمّ (٣) ، إذ عرفت أنّ عدم القصر في الضيعة مذهب العامّة ، مع عدم صحّة سنده واحتمال توجيه آخر.
مع أنّ البقباق روى عنه بسند آخر أنّه سأل الصادق عليهالسلام عن المسافر ينزل على بعض أهله يوما وليلة؟ قال : «يقصّر الصلاة» (٤).
وهذا السند صحيح ، إذ ليس فيه سوى أبان وهو ثقة عند جماعة من المحقّقين (٥) ، وبسطنا الكلام في توثيقه في «التعليقة» (٦).
مع احتمال أن يكون المراد ممّا هو في الموثّق ما هو في الصحيح ، إذ الظاهر اتّحاد الروايتين ، كما لا يخفى على المتأمّل.
فيكون المعنى : الذي أحبّه أن يقصّر الصلاة ، أو يكون أفعل تعجّب ، أو غير ذلك ، أو توهّم الراوي الآخر عن البقباق. وكيف كان ، لا يقاوم الحجج ، وإن سلّمنا كونه حجّة.
__________________
(١) تهذيب الأحكام : ٣ / ٢٣٣ الحديث ٦٠٨ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٥١٠ الحديث ١١٣٠٩.
(٢) لاحظ! المغني لابن قدامة : ٢ / ٦٦.
(٣) تهذيب الأحكام : ٣ / ٢١١ الحديث ٥١١ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٥١٠ الحديث ١١٣٠٨.
(٤) تهذيب الأحكام : ٣ / ٢١٧ الحديث ٥٣٥ ، الاستبصار : ١ / ٢٣١ الحديث ٨٢٤ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٥١٠ الحديث ١١٣٠٧ ، ولا يخفى أنّ المراد من فضل بن عبد الملك في هذه الرواية هو البقباق ، لاحظ! تنقيح المقال : ٣ / ٢٣.
(٥) خلاصة الرجال للحلّي : ٢١ ، جامع الرواة : ١ / ٩.
(٦) تعليقات على منهج المقال : ١٥.