ما ساعة الغفلة؟ قال صلىاللهعليهوآله : «ما بين المغرب والعشاء» (١).
وربّما يظهر من هذه الرواية أنّ نافلة المغرب أيضا من جملة الغفلة ، فتأمّل جدّا! لكن ابن طاوس رحمهالله في كتاب «فلاح السائل» بعد ما روى هذه الرواية بإسناده عن هشام بن سالم ، وذكر ما ذكرناه عن الشيخ ، قال : فإنّ النبي صلىاللهعليهوآله قال : «لا تتركوا ركعتي الغفيلة وهما بين العشاءين» (٢).
فظهر منه أنّها بخصوصها صلاة الغفيلة ، والله يعلم.
ثمّ اعلم! أنّ ما ورد من «أن تارك الفريضة كافر» (٣) ، ليس المراد الكفر الحقيقي بمجرّد الترك بإجماع الشيعة ، فلذا يحمل أمثال هذه الروايات على الترك مستحلا ، لأنّ وجوبها ضروري الدين ، أو أنّ المراد الكفر المجازي المشابه للحقيقي في شدّة العقاب في الجملة ، وأمثال ذلك.
وبالأمرين المذكورين وجّهوا (٤) ما ورد من كفر تارك الزكاة والحجّ وغير ذلك (٥).
لكن التوجيهين ربّما لا يتمشّيان في المقام ، لأنّ المراد إن كان الترك مستحلّا ، فكذا الحال في النافلة التي استحبابها ضروريّ ، والتي ليست بضروريّة ، وإنكارها لعدم الثبوت على المنكر جزما ، أو ظاهرا أو احتمالا ، فلا معصية في تركها البتة.
__________________
(١) تهذيب الأحكام : ٢ / ٢٤٣ الحديث ٩٦٣ ، من لا يحضره الفقيه : ١ / ٣٥٧ الحديث ١٥٦٤ ، علل الشرائع : ٣٤٣ الحديث ١ ، معاني الأخبار : ٢٦٥ الحديث ١ ، وسائل الشيعة : ٨ / ١٢٠ الحديث ١٠٢١٦.
(٢) فلاح السائل : ٢٤٥ و ٢٤٦.
(٣) لاحظ! وسائل الشيعة : ٤ / ٤١ الباب ١١ من أبواب أعداد الفرائض.
(٤) منتهى المطلب : ١ / ٤٧١ ، ٢ / ٦٤٢ ط. ق ، الحدائق الناضرة : ١٢ / ٨ ، ١٤ / ٢٠.
(٥) وسائل الشيعة : ٩ / ٣١ الباب ٤ من أبواب ما تجب فيه الزكاة ، ١١ / ٢٩ الباب ٧ من أبواب وجوب الحج وشرائطه.