«وركعتان بعد العشاء الآخرة ، تقرأ فيها مائة آية قائما أو قاعدا ، والقيام أفضل ولا تعدّهما من الخمسين» (١) الحديث ، ويدلّ على أفضليّة القيام فيها أيضا ، كما اخترناه.
ومرّت صحيحة اخرى ، عن الصادق عليهالسلام : سأل هل قبل العشاء الآخرة وبعدها شيء؟ قال : «لا ، غير أنّي اصلّي بعدها ركعتين ولست أحسبهما من صلاة الليل» (٢).
وبالجملة ، الأخبار الدالّة على عدم كون الوتيرة معدودة من الرواتب اليوميّة والليليّة وغير داخلة فيها كثيرة وصحاح ، فأيّ مانع من أن تكون الأخبار الدالّة على كون الصلاة في السفر ركعتين ، ليس قبلهما ولا بعدهما شيء ، من قبيل هذه الصحاح الكثيرة الوافرة؟
وما دلّ على أنّ الوتيرة عوض الوتر يفعل في مقامها أيضا كثير ومعتبر وصحيح على ما أظنّ ، فلاحظ. فما يظهر منه عدم سقوط الوتيرة ليس منحصرا في الأحاديث المعتبرة ، بل فيه صحيح ، بل صحاح (٣).
وممّا ذكر ظهر التأمّل في الإجماع الذي نقل عن ابن إدريس (٤) أو غيره أيضا ممّن وافقه وتبعه ، سيّما مع ما عرفت من جواز التسامح في أدلّة السنن.
تمّ بعون الله تعالى الجزء الثاني من كتاب
«مصابيح الظلام في شرح مفاتيح الشرائع»
حسب تجزئتنا ويتلوه الجزء الثالث ان شاء الله
__________________
(١) تهذيب الأحكام : ٢ / ٥ الحديث ٨ ، وسائل الشيعة : ٤ / ٥١ الحديث ٤٤٨٨.
(٢) الكافي : ٣ / ٤٤٣ الحديث ٦ ، تهذيب الأحكام : ٢ / ١٠ الحديث ١٩ ، وسائل الشيعة : ٤ / ٩٣ الحديث ٤٥٩٨.
(٣) لاحظ! وسائل الشيعة : ٤ / ٩٤ الباب ٢٩ من أبواب أعداد الفرائض.
(٤) راجع! الصفحة : ٥٣١ من هذا الكتاب.