عن البعد.
التاسع : لا بدّ أن يكون الداعي على فعل الخطبة هو إطاعة الله ، لا الرياء والسمعة ، أو أخذ الاجرة مثلا ، حتّى تتحقّق الإطاعة ، ولعموم قولهم عليهالسلام : «لا عمل إلّا بنيّة» (١) وأمثاله (٢) ، ولقوله عليهالسلام : «هي صلاة حتّى ينزل الإمام» (٣) ، ولانصراف الإطلاق إلى ذلك ، ولا ينافيه كونها من قبيل المعاملات ، كما أنّ القيام والقعود وأمثالهما في الصلاة أيضا كذلك.
ومع عدم صحّتها بغير نيّة ، وكونها شرطا لها ـ لأنّ شرط الكلّ شرط لأجزائه جزما ، لأنّ الكلّ ليس إلّا الأجزاء ـ ليست بتوقيفيّة ، فكلّ ما يعدّ في العرف قياما وقعودا وطمأنينة وصبرا مثلا ، يكفي ، لأنّا نفهم المعنى من دون تأمّل ، وبناء المحاورات فيها على فهمنا جزما ، فتأمّل جدّا!
قوله : (أمّا استقبال الناس والسّلام عليهم). إلى آخره.
لا يخفى أنّ الخطبة والوعظ بغير استقبال الناس لا يتمشّى ، وفي كالصحيح عن الصادق عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «كلّ واعظ قبلة ، يعني إذا خطب الإمام الناس يوم الجمعة ينبغي للناس أن يستقبلوه» (٤).
وفي «الفقيه» عن النبي صلىاللهعليهوآله : «كلّ واعظ قبلة ، وكلّ موعوظ قبلة للواعظ ـ يعني في الجمعة والعيدين و [صلاة] الاستسقاء ـ في الخطبة يستقبلهم [الإمام] ويستقبلونه حتّى يفرغ من خطبته» (٥).
__________________
(١) الكافي : ٢ / ٨٤ الحديث ١ ، وسائل الشيعة : ١ / ٤٦ الحديث ٨٣.
(٢) لاحظ! وسائل الشيعة : ١ / ٤٦ الباب ٥ من أبواب مقدّمة العبادات.
(٣) وسائل الشيعة : ٧ / ٣١٣ الحديث ٩٤٤١.
(٤) الكافي : ٣ / ٤٢٤ الحديث ٩ ، وسائل الشيعة : ٧ / ٤٠٧ الحديث ٩٧٠٧.
(٥) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٧٥ الحديث ١٢٦١ ، وسائل الشيعة : ٧ / ٤٠٧ الحديث ٩٧٠٩.