أحمد بن عبد الملك قال : حدّثنا حماد بن زيد عن علي بن زيد بن جدعان عن الضحاك بن سفيان الكلابي : إن النبي صلىاللهعليهوسلم قال له : «يا ضحاك ما طعامك؟» قال : يا رسول الله اللحم واللبن ، قال : «ثم يصير إلى ماذا؟» قال : إلى ما قد علمت. قال : «قال الله سبحانه وتعالى : ضرب ما يخرج من ابن آدم مثلا للدنيا» [٩٣] (١).
أخبرنا ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن مالك قال : حدّثنا ابن حنبل قال : حدّثني محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى قال : حدّثنا أبو حذيفة قال : حدّثنا سفيان عن يونس عن عبيد عن الحسن عن عتيّ عن أبيّ بن كعب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ مطعم ابن آدم جعل مثلا للدنيا وان قزحه (٢) وملحه فانظر إلى ما يصير» [٩٤].
وأخبرني ابن فنحويه قال : حدّثنا ابن صقلاب قال : حدّثنا ابن أبي الخصيب قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا سهل بن عامر قال : حدّثنا عمر بن سليمان عن ابن الوليد قال : سألت ابن عمر عن الرجل يدخل الخلاء فينظر إلى ما يخرج منه ، قال : يأتيه الملك فيقول انظر إلى ما بخلت به إلى ما صار؟ (٣) (أَنَّا) قرأ الكوفيون بفتح الألف على نية تكرير الخافض ، مجازه : ولينظر إلى أنّا ، غيرهم بالكسر على الاستئناف (٤).
(صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا) يعني الغيث (ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا) بالنبات (فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً) قال ابن عباس والضحاك : يعني الرطبة ، وأهل مكة يسمون القتّ القضيب ، قال ثعلب : سمي بذلك لأنه يقضب في كل أيام أي يقطع ، وقال الحسن : القضب العلف.
(وَزَيْتُوناً) وهو الذي منه الزيت (وَنَخْلاً وَحَدائِقَ غُلْباً) غلاظ الأشجار واحدها أغلب ومنه قيل لغليظ الرقبة أغلب ، وقال مجاهد : ملتفة ، ابن عباس : طوالا ، قتادة : الغلب النخل الكرام ، عكرمة : عظام الأوساط ، ابن زيد : عظام الجذوع والرقاب.
(وَفاكِهَةً وَأَبًّا) يعني الكلاء والمرعى ، وقال الحسن : هو الحشيش وما تأكله الدواب ولا تأكله الناس ، قتادة : أما الفاكهة فلكم وأما الأب فلأنعامكم ، أبو رزين : النبات ، يدل عليه ما روى ابن جبير عن ابن عباس قال : ما أنبتت الأرض مما تأكل (النَّاسُ وَالْأَنْعامُ). علي بن أبي طلحة عنه : الأبّ : الثمار الرطبة. الضحّاك : هو التبن. عكرمة : الفاكهة : ما يأكل الناس ، والأب : ما يأكل الدواب.
__________________
(١) مسند أحمد : ٣ / ٤٢٥.
(٢) قزحه : تبله وهو الذي يوضع في القدور والأوعية من الكمون والكزبرة يقال : توابل.
(٣) تفسير القرطبي : ١٩ / ٢٢٠.
(٤) راجع زاد المسير : ٨ / ١٨٥.