خالد قال : حدّثنا أبو حنيفة محمد بن عمرو قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا خليد بن دعلج عن قتادة في قول الله سبحانه (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ) قال : يفرّ هابيل من قابيل (وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ) ، قال :يفر النبي صلىاللهعليهوسلم من أمه وإبراهيم من أبيه (وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ) ، قال : لوط من صاحبته ونوح من ابنه.
(لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) يشغله عن شأن غيره قال خفاف.
ستغنيك حرب بني مالك |
|
عن الفحش والجهل في المحفل |
قال الفراء : وقرأ بعض القراء وهو ابن محيض (بعينه) وهو شاذ.
أخبرني الحسين قال : حدّثنا عبد الله بن عبد الرحمن قال : حدّثنا محمد بن عبد العزيز قال : حدّثنا ابن أبي أوس قال : حدّثنا أبي عن محمد بن عياش عن عطاء بن بشار عن سودة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يبعث الناس حفاة عراة عزلا قد ألجمهم العرق ، وبلغ شحوم الآذان».
فقلت يا رسول الله وا سوأتاه ينظر بعضنا إلى بعض؟ فقال : «قد شغل الناس (لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)» [٩٥] (١).
(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ) مشرقة مضيئة ، يقال : أسفر الصبح إذا أضاء (ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ) فرحة.
أخبرنا الحسين قال : حدّثنا أبو علي الحسين بن أحمد الفامي قال : حدّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار قال : حدّثنا يحيى بن معين قال : أخبرنا إسحاق بن الأشعث عن شمر بن عطية عن عطاء في قول الله سبحانه : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ) قال : من طول ما اغبرت في سبيل الله.
(وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ) غبار ، ذكر أن البهائم التي يصيّرها الله سبحانه ترابا بعد القضاء بينها حوّل ذلك التراب في وجوه الكفرة (تَرْهَقُها قَتَرَةٌ) ظلمة وكآبة وكسوف وسواد ، قال ابن عباس : يغشاها ذلّة ، قال ابن زيد : الفرق بين الغبرة والقترة أن القترة ما ارتفع من الغبار فلحق بالسماء ، والغبرة ما كان أسفل في الأرض (أُولئِكَ) الذين يصنع بهم هذا (هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ).
__________________
(١) مجمع الزوائد : ١٠ / ٣٣٣.