الله» (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) قال : «هي الصلوات الخمس ، والمحافظة عليها حين ينادى بها ، والاهتمام بمواقيتها [١٣٥] (١) ، وقيل : الصلاة هاهنا الدعاء.
(بَلْ تُؤْثِرُونَ) ، قراءة العامة : بالتاء وتصديقهم قراءة أبيّ بن كعب ، بل وأنتم تؤثرون ، وقرأ أبو عمرو بالياء ، يعني الاشقين. قال عرفجة الأشجعي : كنا عند ابن مسعود ، فقرأ هذه الآية ، فقال لنا : أتدرون لم آثرنا الحياة الدنيا على الآخرة. قلنا : لا ، قال : لأن الدنيا أحضرت لنا ، وعجّل لنا طعامها وشرابها نساؤها [ولذتها وبهجتها ، وإن الآخرة غيبت لنا وزويت عنا ، فأخذنا بالعاجل وتركنا الآجل] (٢).
(وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى إِنَّ هذا) الذي ذكرت في هذه السورة ، وقال الكلبي : يعني من قوله : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) إلى آخر السورة ، وقال ابن زيد يعني قوله : (وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى) قال قتادة : تتابعت كتب الله كما تسمعون إنّ الآخرة (خَيْرٌ وَأَبْقى).
الضحّاك : (إِنَّ هذا) القرآن ، (لَفِي الصُّحُفِ) الكتب (الْأُولى) واحدتها صحيفة ، (صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى) يقال : إنّ في صحف إبراهيم ينبغي للعاقل أن يكون حافظا للسانه عارفا بزمانه مقبلا على شأنه ، وقال أبو ذر : قلت : يا رسول الله كم الأنبياء؟ قال : «مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا» قال : قلت : يا رسول الله كم المرسلون منهم؟
قال : «ثلاثمائة وثلاثة عشر وبقيّتهم أنبياء» قلت : أكان آدم نبيا؟ قال : نعم كلمه الله سبحانه وخلقه بيده ، يا أبا ذر أربعة من الأنبياء عرب : هود وصالح وشعيب ونبيك. قلت : يا رسول الله كم أنزل الله من كتاب؟
قال : «مائة وأربع كتب ، منها على آدم عشر صحف ، وعلى شيث خمسين صحيفة ، وعلى أخنوخ ، وهو إدريس ثلاثين صحيفة ، وهو أوّل من خطّ بالقلم ، وعلى إبراهيم عشر صحائف ، والتوراة والإنجيل والزبور والفرقان» [١٣٦] (٣).
__________________
(١) تفسير مجمع البيان : ١٠ / ٣٣١ ، ومجمع الزوائد : ١٠ / ٢٣٦ وفيه : الآخرة غيبت عنّا.
(٢) بتمامه في تفسير مجمع البيان : ١٠ / ٣٣٢ ، وبتفاوت في تفسير ابن كثير : ١ / ٦٠٠.
(٣) الدر المنثور : ٦ / ٣٣٩.