الطوسي قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن الفضل برأس العين قال : حدّثنا إبراهيم بن زكريا قال : حدّثنا الحسين بن أبي جعفر ، عن علي ، عن سعيد بن المسيب ، عن عمر بن الخطاب رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «إنّ اليتيم إذا بكى اهتز لبكائه عرش الرحمن ، فيقول الله سبحانه لملائكته : يا ملائكتي! من أبكى هذا اليتيم الذي غيّب أباه في التراب؟ فيقول الملائكة : ربنا أنت أعلم ، فيقول الله : يا ملائكتي! فإني أشهدكم أنّ لمن أسكته وأرضاه أن أرضيه يوم القيامة» فكان عمر إذا رأى يتيما مسح رأسه ، وأعطاه شيئا [١٦٩] (١).
وأخبرني عبد الله بن حامد الأصفهاني ، حدّثنا صالح بن محمد قال : حدّثنا سليمان بن عمرو ، عن أبي حزم ، عن أنس بن مالك قال : من ضمّ يتيما فكان في نفقته وكفاه مؤونته كان له حجابا من النار يوم القيامة ، ومن مسح برأس يتيم كان له بكل شعرة حسنة.
(وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) فلا تزجر لكن بدّل يسيرا وردّ جميلا ، واذكر فقرك.
وأخبرنا عبد الله بن حامد فيما أجاز لي روايته عنه قال : أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الحلواني قال : حدّثنا العباس بن عبد الله قال : حدّثنا سعيد أبو عمرو البصري قال : حدّثنا سهل ابن أسلم العنبري ، عن الحسن في قوله سبحانه وتعالى : (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) قال : أما انه ليس بالسائل الذي يأتيك لكن طالب العلم.
وأخبرني عبد الله بن حامد الأصفهاني قال : حدّثني العباس بن محمد بن قوهيال (٢) قال : حدّثنا حاتم بن يونس قال : حدّثني عبيد بن نعيش قال : سمعت يحيى بن آدم يقول : (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) ، قال : إذا جاءك الطالب للعلم فلا تنهره.
وأخبرنا ابن فنجويه قال : حدّثنا أبو حذيفة قال : حدّثنا أبو عروبة قال : حدّثنا يحيى بن حكيم والحسين بن سلمة بن أبي كبشة قالا : حدّثنا أبو قتيبة قال : حدّثنا الحسن بن علي الهاشمي ، عن عبد الرحمن الأعرج ، عن أبي هريرة قال : قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «لا يمنعن أحدكم السائل أن يعطيه إذا سأل وأن رأى في يده قلبين من ذهب» [١٧٠] (٣).
وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن شنبه قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد الكسائي قال : حدّثنا أحمد بن ثابت بن غياث قال : حدّثنا إبراهيم بن الشماس قال : حدّثنا أحمد بن أيوب الضبي ، عن إبراهيم بن أدهم قال : نعم القوم السّؤّال ، يحملون زادنا إلى الآخرة.
وقال إبراهيم : السائل يريد الآخرة يجيء إلى باب أحدكم فيقول : هل توجهون إلى أهليكم بشيء.
__________________
(١) تفسير القرطبي : ٢٠ / ١٠١.
(٢) لعله : بن موهار ، قوهيار.
(٣) كنز العمال : ٦ / ٤٠٧ ح ١٦٢٨٩. والقلب : السوار.