آخرين قالوا : حدّثنا محمد بن يعقوب قال : حدّثنا بحر بن نصر قال : فرأى علي ابن وهب أخبرك خبر أحد منهم مالك بن أنس عن حميد الطويل عن أنس بن مالك أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة» [٢٠٦] (١).
وقال قوم : هي الليلة السابعة والعشرون ، وإليه ذهب علي وأبي وعائشة ومعاوية ، يدل عليه ما أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبدوس قال : أخبرنا أبو أحمد حمزة بن العباس ببغداد قال : حدّثنا أحمد بن الوليد الفحام قال : حدّثنا مسوّد بن عامر شاذان قال : أخبرنا شعبة قال : عبد الله بن دينار أخبرني قال : سمعت ابن عمر يحدّث عن النبي صلىاللهعليهوسلم في (لَيْلَةِ الْقَدْرِ) قال : «من كان متحرّيا فليتحرّها في ليلة سبع وعشرين» [٢٠٧] (٢).
وأخبرنا عبد الله بن حامد قراءة عليه قال : أخبرنا محمد بن جعفر قال : حدّثنا الحسن بن علي بن عفّان قال : حدّثنا عمرو العنقري قال : حدّثنا سفيان عن عاصم عن زر بن حبيش قال : أتينا بن مسعود فسألناه عن (لَيْلَةِ الْقَدْرِ) فقال : من يقم الحول يصبها ، فقال : يرحم الله أبا عبد الرحمن قد علم أنها في شهر رمضان وأنها في ليلة تسع وعشرين قال : فقال لنا أبا المنذر : إني قد علمت ذلك فقال : بالآية التي أنبأنا بها رسول الله صلىاللهعليهوسلم فحفظنا وعددنا ، قال : فو الله فإنها لفي ما تستثني ، قال : فقلنا : أبا المنذر ما الآية؟ قال : تطلع الشمس عندئذ كأنها طست ليس لها شعاع.
وروي عن أبيّ بن كعب أيضا أنّه قال : سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم بأذنيّ وإلّا فصمتا أنّه قال : «(لَيْلَةُ الْقَدْرِ) ليلة سبع وعشرين» [٢٠٨] (٣).
وقال بعض الصحابة : قام بنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليلة الثالث والعشرين ثلث الليل ، فلمّا كانت ليلة الخامس والعشرين قام بنا نصف الليل ، فلمّا كانت الليلة السابعة والعشرون قام بنا الليل كلّه.
وقال أبو بكر الورّاق : إنّ الله سبحانه وتعالى قسّم كلمات هذه السورة على ليالي شهر رمضان ، فلما بلغ السابعة والعشرين أشار إليها فقال : (هِيَ).
وقال بعضهم : هي ليلة التاسع والعشرين ، وروي عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «(لَيْلَةُ الْقَدْرِ) ليلة السابع والعشرين أو التاسع والعشرين وإن الملائكة في تلك الليلة بعدد الحصى» [٢٠٩] (٤).
__________________
(١) كنز العمال : ٨ / ٥٣٦ ح ٢٤٠٣٨.
(٢) السنن الكبرى : ٤ / ٣١١.
(٣) مسند أحمد : ٥ / ١٣٠.
(٤) تفسير القرطبي : ٢٠ / ١٣٧.