عاصم قال : حدّثنا شبابة بن سوار قال : حدّثنا مخلد بن عبد الواحد عن علي بن زيد عن زر عن أبيّ قال : قال رسول الله عليهالسلام : «من قرأ سورة (لَمْ يَكُنِ) كان يوم القيامة مع خير البرية مسافرا أو مقيما» [٢٢١] (١).
وأخبرني الحسين قال : حدّثنا محمد بن الحسن بن علي قال : حدّثنا أبو يعلى الموصلي قال : حدّثنا محمد بن المثنى قال : حدّثنا عبد ربّه قال : حدّثنا شعبة قال : سمعت قتادة يحدّث عن أنس قال : قال رسول الله عليهالسلام لأبيّ بن كعب : «إن الله عزوجل أمرني أن أقرأ عليك (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا)» قال : وسمّاني؟ قال : «نعم» فبكى [٢٢٢] (٢).
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (١) رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً (٢) فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (٣) وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (٤) وَما أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (٥) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (٦) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (٧) جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (٨))
(لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) وهم اليهود والنصارى ، والمشركون وهم عبدة الأوثان ، (مُنْفَكِّينَ) منتهين عن كفرهم وشركهم ، وقال أهل اللغة : زائلين ، يقول : العرب : ما انفكّ فلان يفعل كذا ، أي ما زال ، وأصل الفكّ الفتح ، ومنه فكّ الكتاب ، وفكّ الخلخال ، وفكّ البيالم وهي خورنق العطر ، قال طرفة :
وآليت لا ينفك كشحي بطانة |
|
لعضب رقيق الشفرتين منهد (٣) |
(حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ) الحجّة الواضحة وهي محمد عليهالسلام أتاهم بالقرآن فبيّن لهم ضلالتهم وجهالتهم ، وهداهم إلى الإيمان ، وقال ابن كيسان معناه لم يكن هؤلاء الكفار تاركين صفة محمد عليهالسلام حتى بعث ، فلمّا بعث تفرّقوا فيه.
ثم فسّر البيّنة فقال : (رَسُولٌ مِنَ اللهِ). فأبدل النكرة من المعرفة كقوله : (ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) (٤).
__________________
(١) تفسير مجمع البيان : ١٠ / ٤١١.
(٢) مسند أحمد : ٣ / ١٣٠.
(٣) لسان العرب : ٢ / ٥٧٢.
(٤) سورة البروج : ١٥ ـ ١٦.