وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا [الباقرجي] قال : حدّثنا عبد الله بن محمد بن ياسين البغدادي قال : حدّثنا جميل بن الحسن قال : حدّثنا أحمد بن موسى صاحب اللؤلؤ قال : سمعت عاصم الجحدري يقرأ : إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زَلْزالَها الزاي مفتوحة وهو مصدر أيضا كالوسواس والقلقال والجرجار ، وقيل : الكسر المصدر والفتح الاسم.
(وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها) موتاها وكنوزها فيقلبها على ظهرها (وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها) وقيل : في الآية تقديم وتأخير تقديره (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها) فيقول (الْإِنْسانُ : ما لَها).
قال المفسّرون : تخبر الأرض بما عمل عليها من خير أو شرّ فتقول للمؤمن يوم القيامة : جدّ عليّ وصام وصلّى واجتهد وأطاع ربّه ، فيفرح المؤمن بذلك ، وتقول للكافر : شرك عليّ وزنى [وسرق] وشرب الخمر فيوبّخ بالمشهد ، وتشهد عليه الجوارح والملائكة مع علم الله سبحانه به حتى يودّ أنه سيق إلى النار مما يرى من الفضوح.
حدّثنا أبو بكر محمد بن عبدوس المزكى إملاء قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن حمدويه بن سهل المروزي قال : حدّثنا عبد الله بن حمّاد الآملي قال : حدّثنا سعيد بن أبي مريم قال : حدّثنا رشد بن سعد قال : حدّثنا يحيى بن أبي سلمى عن أبي حازم عن أنس بن مالك أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن الأرض لتخبر يوم القيامة بكل عمل عمل على ظهرها» قال : وتلا رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها» حتى بلغ «يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها» قال : «أتدرون ما أخبارها؟ إذا كان يوم القيامة أخبرت بكل عمل عمل على ظهرها» [٢٢٦] (١).
وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا علي بن الحسن بن مطرف الجراحي قال : حدّثنا أبو عيسى عبد الرحمن بن عبد الله الأنباري قال : حدّثنا أحمد بن إبراهيم قال : حدّثنا خالد بن يزيد العمري قال : حدّثنا شعبة عن يحيى بن سليم أبي بلج عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة أن النبي عليهالسلام ذكر هذه الآية : «يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها» فقال : «تدري ما أخبارها؟» قال : الله ورسوله أعلم.
قال : «فإن أخبارها أن تشهد على كلّ عبد وأمة بما عمل على ظهرها من شيء ، تقول : عمل على ظهري كذا وكذا ، أو حملت على ظهري كذا وكذا يوم كذا لكذا وكذا ، فهذه أخبارها» [٢٢٧] (٢).
وفي حرف ابن مسعود يومئذ تبني أخبارها.
أخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا المطرفي قال : حدّثنا بشر بن مطر قال : حدّثنا سفيان
__________________
(١) الدر المنثور : ٦ / ٣٨٠ ، بتفاوت يسير.
(٢) سنن الترمذي : ٤ / ٤١.