لقد تركت خلفي عجائز ما تصلي امرأة منهن إلا سألت الله أن يسقيها من حوض محمد وفيه يقول الشاعر :
يا صاحب الحوض من يدانيكا |
|
وأنت حقا حبيب باريكا (١) |
وقال سعيد بن جبير ومجاهد : هو الخير الكثير ، وقال الحسن : هو القرآن العظيم ، عكرمة : النبوة والكتاب ، محمد بن إسحاق هو العظيم من الأمر وذكر بيت لبيد
صاحب ملحوب فجعنا بفقده |
|
وعند الرداع بيت آخر كوثر (٢) |
يقول : أي عظيم.
وقال أبو بكر بن عباس ويمان بن ذياب : هو كثرة الأصحاب والأشياع ، ابن كيسان : هو كلمة من الكتب الأولى ومعناها الإيثار ، الحسين بن الفضل : الكوثر شيئان تيسير القرآن وتخفيف الشرائع ، جعفر الصادق : الكوثر نور في قبلك دلّك عليّ ، وقطعك عما سواي ، وعنه أيضا :الشفاعة ، وقيل : معجزات أكثرت بها أهل الإجابة لدعوتك ، هلال بن يساق : هو قول لا اله الله محمد رسول الله ، وقيل : الفقه في الدين ، وقيل : الصلوات الخمس.
(فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) قال محمد بن كعب : يقول : إن ناسا يصلّون لغير الله وينحرون لغير الله فـ (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) فلا تكن صلاتك ونحرك إلّا لي ، وقال عكرمة وعطاء وقتادة : (فَصَلِّ لِرَبِّكَ) صلاة العيد يوم النحر ، قال سعيد بن جبير ومجاهد : (فَصَلِّ لِرَبِّكَ) صلاة الغداة المفروضة بجمع (وَانْحَرْ) البدن بمنى.
وقال بعضهم : نزلت هذه الآية يوم الحديبية حين حضر النبي صلىاللهعليهوسلم وأصحابه وصدّوا عن البيت فأمره الله سبحانه أن يصلي وينحر البدن وينصرف ، وفعل ذلك ، وهو رواية أبي معاوية البجلي عن سعيد بن جبير.
وأخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا محمد بن الحسين قال : حدّثنا أحمد بن يوسف قال : حدّثنا حجاج قال : حدّثنا حماد عن عاصم الجحدري عن أبيه عن عقبة بن ظبيان عن علي ابن أبي طالب رضياللهعنه أنه قال في هذه الآية (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) قال : وضع اليد اليمنى على ساعده اليسرى ثم وضعها على صدره.
وأخبرنا ابن فنجويه قال : حدّثنا علي ابن إبراهيم بن أحمد العطار قال : حدّثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال : حدّثنا هاشم بن الحرث المروزي قال : حدّثنا محمد بن ربيعة قال : حدّثنا يزيد بن ذياب بن أبي السعد عن عاصم الجحدري عن عقبة بن ظهير عن علي بن أبي
__________________
(١) تفسير القرطبي : ٢٠ / ٢١٧.
(٢) لسان العرب : ٢ / ١٥ وفيه : فجعنا بيومه.