وأخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا محمد بن جعفر قال : حدّثنا علي بن حرب قال : حدّثنا أبو عامر العقدي عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي عبدة عن عبد الله قال : لما نزلت (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً) كان النبي صلىاللهعليهوسلم يكثر أن يقول «سبحانك اللهم وبحمدك (١) أغفر لي إنك أنت التواب» [٢٩٢] (٢).
وأخبرنا عبد الله قال : أخبرني مكي قال : حدّثنا عبد الله بن هاشم قال : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عائشة رضى الله عنها قالت : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يكثر أن يقول قبل أن يموت : «سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك» فقلت : يا رسول الله ما هؤلاء الكلمات التي أراك قد أحدثتها بقولها؟ قال : «جعلتها علامة في أمتي (٣) أذا رأيتها قلتها (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ)» [٢٩٣] (٤) الى آخر السورة.
وبه عن ابن هاشم قال : حدّثنا عبد الله بن نمير قال : أخبرنا الأعمش عن مسلم وهو ابن صبيح عن مسروق عن عائشة رضياللهعنها وعن أبيها قالت : لما نزلت (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) الى آخرها ما رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم صلّى صلاة ألا قال : «سبحانك اللهم وبحمدك اللهم أغفر لي» [٢٩٤] (٥).
وأخبرنا ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن حمدان قال : حدثنا إبراهيم بن سهلويه قال : حدثنا علي بن محمد الطنافسي قال : حدّثنا حفص بن غياث عن عاصم الأحول عن الشعبي عن أم سلمة قالت : كان النبي صلىاللهعليهوسلم بآخره لا يقوم ولا يقعد ولا يجيء ولا يذهب إلا قال : «سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه» فقلنا : يا رسول الله لا تقوم ولا تقعد ولا تجيء ولا تذهب إلا قلت : سبحان الله أستغفر الله وأتوب إليه قال : «فإني أمرت بها» [٢٩٥] (٦) ثم قرأ (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) حتى ختمها.
وقال : مقاتل : لما نزلت هذه الآية قرأها رسول الله صلىاللهعليهوسلم على أصحابه وفيهم أبو بكر وعمر وسعيد بن أبي العاص ففرحوا واستبشروا ، وسمعها العباس فبكى فقال له النبي صلىاللهعليهوسلم : «وما يبكيك يا عم» قال : نعيت إليك نفسك قال : «إنه لكما تقول» [٢٩٦] (٧) فعاش بعدها سنتين ما رئي فيهما ضاحكا مستبشرا ، وهذه السورة تسمّى سورة التوديع.
__________________
(١) في المصدر : اللهم اغفر.
(٢) مسند أحمد : ١ / ٤٣٤.
(٣) في المصدر : جعلت لي علامة لأمّتي.
(٤) كنز العمّال : ٢ / ٥٦١ ، ح ٤٧٣١.
(٥) مسند أحمد : ٦ / ٢٣٠.
(٦) جامع البيان للطبري : ٣٠ / ٤٣٥.
(٧) تفسير القرطبي : ٢٠ / ٢٣٢.