وأخبرنا عبد الله بن حامد ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى العبدي ، قال : حدّثنا أحمد بن نجدة ، قال : حدّثنا يحيى الحماني ، قال : حدّثنا ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ، قالت : إن كان ليوحى إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو على راحلته فيضرب بجرافها.
(إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ) أي ساعاته كلّها ، وكل ساعة منه فهي ناشئة سميت بذلك ؛ لأنها تنشأ ، ومنه نشأت السحابة إذا بدت أنشأها الله وجمعها ناشيات.
أنبأني عقيل ، قال : أخبرنا المعافى ، قال : أخبرنا ابن جرير ، قال : حدثني يعقوب ، قال : حدّثنا ابن عليّة قال : أخبرنا حاتم بن صفيرة ، قال : قلت لعبد بن أبي مليكة : ألا تحدثني أيّ الليل ناشئة؟ فقال : على الثبت سقطت سألت عنها ابن عباس فزعم أنّ الليل كلّه ناشئة. وسألت ابن الزبير عنها فأخبرني مثل ذلك. وقال سعيد بن جبير وابن زيد : أي ساعة قام من الليل فقد نشأ ، وهو بلسان الحبش نشأ إذا قام. وقال عكرمة : ما قمت من أوّل الليل فهو ناشئة.
أخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن ماجة ، قال : حدّثنا ابن أيوب ، قال : حدّثنا ابن أبي زياد ، قال : حدّثنا سيار ، قال : حدّثنا جعفر عن الجرير عن بعض أشياخه عن عليّ بن الحسين أنّه كان يصلّي بين المغرب والعشاء ويقول : أما سمعتم قول الله سبحانه : (إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ) هذا ناشئة الليل.
وقال أبو مجلد وقتادة : ما كان بعد العشاء فهو ناشئة. وقال عبيد بن عمير : قلت لعائشة : رجل قام من أوّل الليل أيقال له قام ناشئة؟ قالت : لا ، إنّما الناشئة القيام بعد النوم. وقال يمان وابن كيسان : هي القيام من آخر الليل.
(هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً) قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن محيص : وِطأ بكسر الواو ممدودا ، واختاره أبو عبيد على معنى المواطاة والموافقة ، وهو أن يواطئ قلبه وسمعه وبصره لسانه. وقرأ الباقون بفتح الواو مقصورا ، أي فراغا للقلب. قال ابن عباس : كانت صلواتهم أوّل الليل (هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً) ، يقول : هو أجدر أن تحصوا ما فرض الله عليكم من القيام ، وذلك أنّ الإنسان إذا نام لم يدر متى يستيقظ.
وقال قتادة : أثبت في الخير أحفظ للقراءة. الفرّاء : أثبت قياما. القرطبي : أشدّ على المصلّي من صلاة النهار ، دليله قول النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «اللهمّ أشدد وطأتك على مضر» [٤٥].
ابن زيد : أفرغ له قلبا من النهار ، لأنّه لا تعرض له حوائج ولا شيء. الحسن ، (أَشَدُّ وَطْئاً) في الخير وأمنع من الشيطان.
(وَأَقْوَمُ قِيلاً) وأصوب قراءة ، وعبادة الليل أشدّ نشاطا وأتم إخلاصا وأكثر بركة.