(إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلاً (٧) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً (٨) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً (٩) وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً (١٠) وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً (١١) إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالاً وَجَحِيماً (١٢) وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ وَعَذاباً أَلِيماً (١٣) يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلاً (١٤) إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً (١٥) فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلاً (١٦) فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً (١٧) السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً (١٨) إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً (١٩) إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٠))
(إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلاً) قراءة العامة : بالحاء غير معجمة ، أي فراغا وسعة لنومك وتصرفك في حوائجك ، وأصل السبح سرعة الذهاب. ومنه السباحة في الماء ، وفرس سابح شديد الجري. قال الشاعر :
أباحوا لكم شرق البلاد وغربها |
|
ففيها لكم يا صاح سبح من السبح |
وقرأ يحيى بن يعمر : سبخا بالخاء المعجمة ، أراد خفة وسعة واستراحة ، ومنه قول النبيّ لعائشة وقد دعت على سارق سرقها : «لا تسبخي عنه بدعائك عليه» [٤٦] أي لا تخففي ، والتسبيخ توسيع القطن والصوف وتنفيشها ، يقال للمرأة : سبّخي قطنك ، ويقال لقطع القطن إذا ندف : سابخ.
قال الأخطل يصف القناص والكلاب :
فأرسلوهن يذرين التراب كما |
|
يذري سبائخ قطن ندف أوتار (١) |
قال تغلب : السبح التردد والاضطراب والسبخ السكون ومنه قول النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «الحمى من قيح جهنم فسبّخوها بالماء» [٤٧] (٢) أي سكنوها.
(وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ) بالتوحيد والتعظيم ، وقال سهل اقرأ : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) في ابتداء صلواتك توصلها بركة قرابها إلى ربّك وتقطعك عن كل ما سواه.
(وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) قال ابن عباس وأكثر الناس : أخلص إليه إخلاصا. الحسن : اجتهد.
ابن زيد : تفرّغ لعبادته. شفيق : توكل عليه توكلا.
__________________
(١) تفسير القرطبي : ١٩ / ٤٣.
(٢) تفسير القرطبي : ١٩ / ٤٣.