وسمعت محمد بن الحسن السليمي ، يقول : سمعت منصور بن عبد الله ، يقول : سمعت أبا القيّم البزاز يقول : قال ابن عطاء : انقطع إليه انقطاعا ، وهو الأصل في هذا الباب ، يقال : بتلت الشيء أي وقطعته ، وصدقة بتة بتلة أي بائنة مقطوعة من صاحبها لا سبيل له عليها ، ودار تبتيل أي منقطعة عن الدور ، قال امرؤ القيس :
تضيء الظلام بالعشاء كأنّها |
|
منارة ممسى راهب متبتّل |
ونهى رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن التبتّل ومنه قيل لمريم العذراء البتول.
وقال أبو القيّم : اتصل به اتصالا ما رجع من رجع إلّا من الطريق ، ما وصل إليه أحد فرجع عنه.
محمد بن عليّ : ارفع اليدين في الصلاة.
زيد بن أسلم : التبتل : رفض الدنيا وما فيها والتماس ما عند الله (١).
(رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) قرأ أهل الحجاز وأبو عمرو وأيوب وحفص برفع الباء على الابتداء. وقيل : على إضمار هو ، وقرأ الباقون بالخفض على نعت الربّ في قوله سبحانه : (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ) الآية.
(لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً) قيّما بأمورك ففوّضها إليه (وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً) نسختها آية القتال.
أخبرني الحسن قال : حدّثنا السني ، قال : حدّثنا حاتم بن شعيب ، قال : حدّثنا سريح بن يونس ، قال : حدّثنا سعيد بن محمد الورّاق عن الأحوص بن حكيم عن أبيه عن أبي الزاهرية أنّ أبا الدرداء قال : إنا لنكشّر في وجوه أقوام ونضحك إليهم ، وإنّ قلوبنا لتقليهم أو لتلعنهم.
(وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً) نزلت في صناديد قريش المكذبين المشتهرين. وقال مقاتل بن حيان : نزلت في المطعمين ببدر وهم عشرة ـ ذكرناهم في الأنفال ـ والنعمة التنعم والنعمة المروة والمنّة أيضا ، والنعمة بضم النون : الميسرة يقال : نعم ونعمة عيّن ونعمى عين.
(إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالاً) عندنا في الآخرة قيودا عظاما لا تفكّ أبدا واحدها نكل ، قال الشعبي : ترون أن الله يجعل الأنكال في أرجل أهل النار لأنّه خشي أن يفروا؟ ولكن إذا أراد أن يرتفعوا استفلت بهم. (وَجَحِيماً وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ) غير سائغة تأخذ بالحلق لا هو نازل ولا هو خارج وهو الغسلين والزقوم والضريع. (وَعَذاباً أَلِيماً).
أخبرني عقيل : أنّ أبا الفرج أخبرهم عن ابن جرير ، قال : حدّثنا أبو كريب ، قال : حدّثنا
__________________
(١) راجع تفسير القرطبي : ١٩ / ٤٤.