وبإسناد عن حماد عن خالد الحذاء عن عبد الله ابن شفيق عن رجل من بني تميم قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ليشفعن رجل من أمتي لأكثر من بني تميم» [٦٢] (١).
وأخبرنا الحسن قال : حدّثنا عمر بن نوح البجلي قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن شاهين قال : حدّثنا عبد الله بن عمر قال : حدّثنا أبو معاوية قال : حدّثنا داود بن أبي هند عن عبد الله بن قيس الأسدي عن الحرث بن أقشن قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من أمتي من سيدخل الله بشفاعته الجنة أكثر من مضر» [٦٣] (٢).
(فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ) نصب على الحال ، وقيل : صاروا معرضين. (كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ) جمع حمار (مُسْتَنْفِرَةٌ) قرأ أهل المدينة والشام وأيوب بفتح الفاء أي منفرة مذعورة ، ومثله روى المفضل عن عاصم وأختاره أبو عبيد ، وقرأ الآخرون بالكسر أي نافرة يقال : نفرت واستنفرت بمعنى واحد ، وأنشد الفراء :
أمسك حمارك إنه مستنفر |
|
في الثر أحمرة عمدن لغرت (٣) |
وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن شنبه قال : حدّثنا أبو حامد المستملي قال : حدّثنا محمد بن حاتم الذمي قال : حدّثنا محمد بن سلام الجمحي قال : سألت أبا سراب الغنوي وكان أعرابيا فصيحا قارئا للقرآن فقلت : حمر ماذا؟ قال : حمر مستنفرة طردها قسورة ، قلت : إنّما هي (فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ) فقال : أ (فَرَّتْ) ، قلت : نعم قال : فـ (مُسْتَنْفِرَةٌ).
(فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ) اختلفوا فيه فقال مجاهد وقتادة والضحاك وابن كيسان : هم الرماة وهي رواية عطاء عن ابن عباس وأبي ظبيان عن أبي موسى الأشعري ، وقال سعيد بن جبير : هم القناص وهي رواية عطية عن ابن عباس.
وأخبرني الحسين قال : حدّثنا عمر بن أحمد بن القاسم النهاوندي قال : حدّثنا محمد بن أيوب قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدّثنا وكيع عن شعبة عن أبي حمزة عن ابن عباس : (فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ) قال : عصب الرجال.
وأخبرني عقيل قال : أخبرنا المعافى قال : أخبرنا محمد بن جرير قال : حدّثنا ابن المثنى قال : حدّثني عبد الصمد بن عبد الوارث قال : سمعت أبي تحدث قال : حدّثني داود قال : حدّثني عباس بن عبد الرحمن مولى بني هاشم قال : سئل ابن عباس عن القسورة فقال : هي جمع الرجال ألم تسمع ما قالت فلانة في الجاهلية :
__________________
(١) مسند أحمد : ٥ / ٣٦٦ بتفاوت.
(٢) مسند أحمد : ٥ / ٣١٣ بتفاوت.
(٣) جامع البيان للطبري : ٢٩ / ٢١٠.