تفسير المفردات
الثلة : الجماعة قلّت أو كثرت ، وقيل الجماعة الكثيرة من الناس كما قال :
وجاءت إليهم ثلّة خندفيّة |
|
بجيش كتيّار من السيل مزبد |
موضونة من الوضن وهو : النسج ، والولدان : واحدهم ولد ، مخلدون : أي مبقون أبدا على هذه الصفة ، أكواب : أي آنية لا عرا لها ولا خراطيم ، أباريق : واحدها إبريق وهو إناء له خرطوم. قال عدىّ بن الرّقاع :
ودعوا بالصّبوح يوما فجاءت |
|
به قينة فى يمينها إبريق |
كأس من معين : أي خمر جارية من العيون كما قال ابن عباس وقتادة ، والمراد أنها لم تعصر كخمر الدنيا ، لا يصدّعون عنها ، أي لا يلحقهم صداع بسببها كما يحدث ذلك فى خمر الدنيا ، ولا ينزفون : أي ولا تذهب عقولهم بالسكر منها ، يقال نزف الشارب إذا ذهب عقله ، ويقال للسكران نزيف ومنزوف ، يتخيرون : أي يختارون ويرضون ، حور : واحدتهن حوراء : أي بيضاء ، عين : واحدتهن عيناء : أي واسعة العينين ، المكنون : المصون الذي لم تمسسه الأيدى وهو أصفى وأبعد من التغير قال :
قامت تراءى بين سجفى كلّة |
|
كالشمس يوم طلوعها بالأسعد |
أو درّة صدفيّة غوّاصها |
|
بهج متى يرها يهلّ ويسجد |
لغوا : أي هزاء لا خير فيه ، ولا تأثيما : أي ما يقال حين سماعه وقعتم فى الإثم.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر أن الناس يوم القيامة أصناف ثلاثة : سابقون وأصحاب ميمنة وأصحاب مشأمة ـ أعقب ذلك بذكر ما يتمتع به السابقون من النعيم فى فرشهم وطعامهم وشرابهم ونسائهم وأحاديثهم التي تدل على صفاء النفس ، وأدب الخلق ، وسمو العقل.