وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ (١٤) فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٥))
تفسير المفردات
المراد بالنور هنا : ما يوجب نجاتهم وهدايتهم إلى الجنة من علم وعمل ، بشراكم : أي ما تبشرون به ، انظرونا : أي انتظرونا ، وأصل الاقتباس طلب القبس : أي الجذوة من النار ، والسور : الحاجز ، من قبله : أي من جهته ، بلى : أي كنتم معنا ، فتنتم أنفسكم : أي أهلكتموها بالمعاصي والشهوات ، وتربصتم : أي انتظرتم بالمؤمنين مصايب الزمان ، وارتبتم : أي شككتم فى أمر البعث ، والأمانى : الأباطيل من طول الآمال والطمع فى انتكاس الإسلام واحدها أمنية ، والغرور (بالفتح) الشيطان ، والفدية والفداء : ما يبذل لحفظ النفس أو المال من الهلاك ، مأواكم : أي منزلكم الذي تأوون إليه ، مولاكم : أي أولى بكم ، والمصير : المآل والعاقبة.
المعنى الجملي
بعد أن أمر بالإيمان والإنفاق فى سبيل الله ، وحث على كل منهما بوجود موجباته فحث على الإيمان بوجود الأسباب التي تساعد عليه وهى وجود الرسول بين أظهرهم ، وكتابه الذي يتلى بين أيديهم ، وحث على الإنفاق فأبان أن المال مال الله وهو عارية بين أيديهم ثم يردّ إليه ، وأنهم ينالون على إنفاقه الأجر العظيم فى جنات النعيم ، ثم ذكر أن المنفقين أول الإسلام لهم من الأجر أكثر ممن أنفقوا من بعد حين كثر النصير والمعين ـ ذكر هنا حال المؤمنين المنفقين يوم القيامة ، فبين أن نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم ليرشدهم إلى الجنة ، وأنهم يبشرون بجنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ، ثم أردفه ذكر حال المنافقين إذ ذاك ، وأنهم يطلبون من المؤمنين