ملك ، وكان قد هرب الى فاس وطنجة ومعه مولاه راشد ودعاهم الى الدين فأجابوه وملكوه فاغتم الرشيد لذلك حتى امتنع من النوم ، ودعا سليمان بن جرير الرقي متكلّم الزيدية وأعطاه سمّا فورد سليمان بن جرير الى إدريس متوسما بالمذهب فسر به إدريس بن عبد الله ثم طلب منه غرة ووجد خلوة من مولاه راشد فسقاه السم وهرب ، فخرج راشد خلفه فضربه على وجهه ضربة منكرة وفاته وعاد وقد مضى ادريس لسبيله (١).
وأعقب إدريس بن عبد الله المحض من ابنه إدريس وحده ، وكان إدريس بن إدريس (٢) لما مات أبوه حملا وامه ام ولد بربرية ، ولما مات إدريس بن عبد الله وضعت المغاربة التاج على بطن جاريته ام ادريس فولدته بعد أربعة أشهر. قال الشيخ أبو نصر البخاري : قد خفي على الناس حديث إدريس لبعده عنهم ونسبوه الى مولاه راشد وقالوا إنّه احتال في ذلك لبقاء الملك له ، ولم يعقب إدريس بن عبد الله ، وليس الأمر كذلك فان داود بن القاسم الجعفري وهو أحد كبار العلماء وممن له معرفة بالنسب ، حكى انّه كان حاضرا قصة إدريس بن عبد الله وسمّه وولادة ادريس بن ادريس. قال : وكنت معه بالمغرب فما رأيت أشجع منه ولا أحسن وجها ، وقال الرضا بن موسى الكاظم عليهالسلام : ادريس بن ادريس بن عبد الله من شجعان أهل البيت والله ما ترك فينا مثله ، وقال أبو هاشم داود بن القاسم بن اسحاق بن عبد الله بن جعفر الطيار : أنشدني إدريس بن إدريس لنفسه :
لو مال صبري بصبر الناس كلّهم |
|
في روعتي وضل في جزعي |
__________________
(١) كانت بيعة ادريس بن عبد الله في شهر رمضان ١٧٢ واستمر بالامر الى ان توفي ست سنين الا اشهر.
(٢) كانت وفاة إدريس بن إدريس الحسني صاحب المغرب سنة أربع عشرة ومائتين. (عن هامش الأصل).