أمر فبنى عليه قبة وأخذ الناس في زيارته والدفن لموتاهم حوله ، الى ان كان زمن عضد الدولة فنا خسرو بن بويه (١) الديلمي فعمره عمارة عظيمة وأخرج على ذلك أموالا جزيلة وعين له أوقافا ؛ ولم تزل عمارته باقية الى سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة ؛ وكان قد ستر الحيطان بخشب الساج المنقوش ، فاحترقت تلك العمارة وجددت عمارة المشهد على ما هي عليه الآن ؛ وقد بقي من عمارة عضد الدولة قليل ، وقبور آل بويه هناك ظاهرة مشهورة لم تحترق ، وكان لأمير المؤمنين عليهالسلام في اكثر الروايات ستة وثلاثون ولدا ثمانية عشر ذكرا وثماني عشرة أنثى (٢) ؛ وروي : خمسة وثلاثون.
__________________
(١) كان السلطان عضد الدولة معاصرا للشيخ المفيد رحمهالله وأخذ العلم عنه ، ولد باصبهان يوم الأحد خامس ذي القعدة سنة ٣٢٤ وتوفي ببغداد يوم الاثنين ثامن شوال سنة ٣٧٢ هـ. وكانت ولايته على العراق خمس سنين ونصف سنة ؛ وأوصى أن يدفن في النجف الأشرف في الروضة المباركة فدفن وكتب على قبره : «هذا قبر عضد الدولة وتاج الملة أبي شجاع بن ركن الدولة أحب مجاورة هذا الامام المعصوم لطمعه في الخلاص يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وصلواته على محمد وآله الطاهرين». وتعد عمارة عضد الدولة للقبر الشريف العمارة الثالثة ؛ والعمارة الرابعة له حدثت سنة ٧٦٠ بعد احتراق عمارة عضد الدولة.
(٢) وقد عدد بنات الامام عليهالسلام أبو الحسن العمري في (المجدي) كما يلى ١ ـ أم كلثوم من فاطمة عليهاالسلام واسمها رقية خرجت الى عمر بن الخطاب فأولدها زيدا ٢ ـ زينب الكبرى خرجت الى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فأولدها عليا وعونا وعباسا ٣ ـ رملة. خرجت الى عبد الله بن ابي سفيان بن الحرث بن عبد المطلب ٤ ـ أم الحسن. خرجت الى جعدة بن هبيرة المخزومي ٥ ـ أمامة. خرجت الى الصلت بن عبد الله بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب