فقال الحسين : قد زوجتك فاطمة (١) فانها أشبه الناس بأمي فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله. وقال البخاري : بل اختار الحسن فاطمة بنت عمه الحسين عليهالسلام وكان الحسن بن الحسن يتولى صدقات أمير المؤمنين علي عليهالسلام ونازعه فيها زين العابدين علي بن الحسين عليهالسلام ثم سلمها له. فلما كان زمن الحجاج سأله عمه عمر بن علي أن يشركه فيها فأبي عليه فاستشفع عمر بالحجاج فبينا الحسن يساير الحجاج ذات يوم قال : يا أبا محمد إن عمر بن علي عمك وبقية ولد أبيك فأشركه معك في صدقات أبيه. فقال الحسن ، والله لا أغير ما شرط علي فيها ولا أدخل فيها من لم يدخله وكان أمير المؤمنين عليهالسلام قد شرط أن يتولى صدقاته ولده من فاطمة دون غيرهم من أولاده. فقال الحجاج. إذن أدخله معك. فنكص عنه الحسن حين سمع كلامه وذهب من فوره الى الشام فمكث بباب عبد الملك بن مروان شهرا لا يؤذن له فذكر ذلك ليحيى بن أم الحكم وهي بنت مروان وابوه ثقفي فقال له : سأستأذن لك عليك وأرفدك عنده. وكان يحيى قد خرج من عند عبد الملك فكر راجعا فلما رآه عبد الملك قال : يا يحيى لم رجعت وقد خرجت آنفا؟ فقال : لأمر لم يسعنى تأخيره دون أن أخبر به أمير المؤمنين. قال : وما هو؟ قال : هذا الحسن بن الحسن بن علي بالباب له مدة شهر لا يؤذن له ، وإن له ولأبيه وجده شيعة يرون أن يموتوا عن آخرهم ولا ينال أحدا منهم ضر ولا أذى. فأمر عبد الملك بادخاله ودخل فأعظمه وأكرمه وأجلسه معه على سريره ثم قال. لقد أسرع اليك الشيب يا أبا محمد. فقال يحيى : وما يمنعه من ذلك أماني أهل العراق يرد عليه الوفد بعد الوفد يمنونه الخلافة. فغضب الحسن من هذا
__________________
(١) وكانت فاطمة تزوجت بعد الحسن المثنى عبد الله بن عمر بن عمرو ابن عفان الأموى وهو الشاعر المشهور الذي يقال له العرجي ، فولدت له اولادا منهم محمد المقتول مع أخيه عبد الله بن الحسن ، ويقال له الديباج والقاسم ورقية بنو عبد الله بن عمر ذكره أبو الفرج الاصفهاني في (مقاتل الطالبين) م ص.