تعارف أهل اللسان. وقد قال ابو مسلم محمد بن بحر الاصفهاني : ان معنى قوله تعالى : فنظر نظرة في النجوم. اراد في القمر والشمس ، لما ظن أنهما آلهة في حال مهلة النظر على ما قصه الله تعالى في قصته في سورة الانعام. ولما استدل بأفولهما وغروبهما على انهما محدثان غير قديمين ، ولا ألهين. وأراد بقوله إني سقيم. اني لست على يقين من الامر ولا شفاء من العلم ، وقد يسمى الشك بأنه سقيم كما يسمى العلم بانه شفاء. قال وإنما زال عنه هذا السقم عند زوال الشك وكمال المعرفة. وهذا الوجه يضعف من جهة ان القصة التي حكاها عن ابراهيم فيها هذا الكلام يشهد ظاهره بأنها غير القصة المذكورة في سورة الانعام ، وان القصة مختلفة لان الله تعالى قال : (وان من شيعته لابراهيم إذ جاء ربه بقلب سليم إذ قال لابيه وقومه ماذا تعبدون أإفكا آلهة دون الله تريدون. فما ظنكم برب العالمين فنظر نظرة في النجوم فقال اني سقيم) فبين تعالى كما ترى أنه جاء ربه بقلب سليم ، وإنما أراد أنه كان سليما من الشك وخالصا للمعرفة واليقين. ثم ذكر انه عاتب قومه على عبادة الاصنام ، فقال ماذا تعبدون؟ وسمى عبادتهم بأنها افك وباطل. ثم قال فما ظنكم برب العالمين؟ وهذا قول عارف بالله تعالى مثبت له على صفاته غير ناظر ممثل ولا شاك ، فكيف يجوز ان يكون قوله من بعد ذلك. فنظر نظرة في النجوم ، انه ظنها اربابا وآلهة وكيف يكون قوله إني سقيم؟ اي لست على يقين ولا شفاء ، والمعتمد في تأويل ذلك ما قدمناه. تنزيه ابراهيم (ع) عن العجز : (مسألة) : فإن قال قائل فما قولكم في قوله تعالى : (ألم تر إلى الذي حاج ابراهيم في ربه ان آتيه الله الملك إذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال انا احيي وأميت قال ابراهيم فان الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب) وهذا يدل على انقطاع ابراهيم (ع) وعجزه عن نصرة دليله الاول ولهذا انتقل إلى حجة اخرى ، وليس ينتقل المحتج من شئ إلى غيره إلا على وجه القصور عن نصرته. (الجواب) :