الرأس ، الصلت الجبين ، المقرون (١) الحاجبين ، الأنجل العينين ، الأهدب الأشفار ، الأدعج العينين ، الأقنى الأنف ، الواضح الخدين (٢) ، الكث اللحية ، عرقه في وجهه كاللؤلؤ ، وريح المسك ينفح منه ، كأن عنقه إبريق فضة ، وكأن الذهب يجري في تراقيه ، له شعرات من لبته إلى سرّته تجرى كالقضيب ، ليس على صدره ولا على بطنه شعر غيره (٣) ، شثن الكفين (٤) والقدم ، إذا جامع الناس غمرهم ، وإذا مشى كأنما يتقلع من صخر ، ويتحدر (٥) في صبب ، ذو السيل (٦) القليل.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنبأنا أبو محمد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا أحمد بن معروف بن بشر الخشاب ، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة ، أنبأنا محمد بن سعد (٧) ، أنبأنا هشام بن محمد ، حدثني عمرو بن مهاجر الكندي قال : كانت امرأة من حضرموت ثم من تنعة (٨) يقال لها تهناة (٩) بنت كليب صنعت لرسول الله صلىاللهعليهوسلم كسوة ، ثم دعت ابنها كليب بن أسد بن كليب فقالت : انطلق بهذه الكسوة إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فأتاه بها ، وأسلم ، فدعا له ، فقال (١٠) رجل من ولده يعرّض بأناس من قومه :
لقد مسح الرّسول أبا أبينا |
|
ولم يمسح وجوه بني بحير (١١) |
شبابهم وشيبهم سواء |
|
فهم في اللؤم أسنان الحمير |
وقال كليب (١٢) جئت إلى النبي عليه الصّلاة والسلام :
__________________
(١) في البيهقي : «المفروق».
(٢) البيهقي : الواضح الجبين.
(٣) بالأصل وخع : «غير انه» والمثبت عن البيهقي والمختصر.
(٤) الأصل وخع ، وفي البيهقي : الكف والقدم.
(٥) البيهقي : ينحدر.
(٦) كذا ، وفي خع : «السبل» وفي المختصر والبيهقي : «النسل» وهذا مناسب.
(٧) طبقات ابن سعد ١ / ٣٥٠.
(٨) ضبطت عن ياقوت ، قرية بحضر موت عند وادي برهوت الذي تسمع منه أصوات أهل النار.
(٩) عن ابن سعد ، وبالأصل «نهتاة» وفي خع : «يهناه».
(١٠) عن خع وبالأصل «وقال».
(١١) بالأصل وخع «جبير» والمثبت عن ابن سعد.
(١٢) كذا بالأصل وخع ، وفي ابن سعد : حين أتى.