منها ولزمت طرف ثوبه. فأبى وقال : حتى آتيك ، وخرج سريعا حتى دخل على آمنة بنت وهب فوقع عليها ، فحملت برسول الله صلىاللهعليهوسلم ثم رجع عبد الله بن عبد المطلب إلى المرأة فيجدها (١) تنتظره. فقال : هل لك في الذي عرضت عليّ؟ فقالت : لا ، مررت وفي وجهك نور ساطع ، ثم رجعت وليس [فيه ذلك النور. وقال بعضهم : قالت مررت وبين عينيك غرّة مثل غرّة الفرس ورجعت وليست](٢) هي في وجهك وقد ورد (٣) أن التي عرضت عليه نفسها لم تك بغيا وإنما كانت زوجه (٤) كذلك.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأنبأنا أبو طاهر بن المخلّص ، أنبأنا رضوان بن أحمد ، أنبأنا أحمد بن عبد الجبار ، أنبأنا يونس بن بكير ، أنبأنا أحمد بن إسحاق (٥) ، حدثني والدي إسحاق بن يسار قال : حدّثت : أنه كان لعبد الله بن عبد المطلب امرأة مع آمنة ابنة وهب بن عبد مناف. فمرّ بامرأته تلك وقد أصابه أثر من طين عمل به ، فدعاها إلى نفسه ، فأبطئت عليه لما رأت به من أثر الطين. فدخل فغسل عنه أثر الطين ثم دخل عامدا إلى آمنة ثم دعته صاحبته التي كان أراد إلى نفسها ، فأبى للذي صنعت به أول مرة فدخل على آمنة فأصابها ثم خرج فدعاها إلى نفسه فقالت : لا حاجة لي بك ، مررت بي وبين عينيك نور ساطع فدعوت أن أجيبها منك فلما دخلت على آمنة ذهبت بها منك.
قال (٦) ونبأنا يونس ، عن ابن (٧) إسحاق ، قال : فحدثت امرأته تلك كانت تقول : مرّ بي وأن بين عينيه لنورا مثل الغرّة ، فدعوته رجاء أن يكون بي ، فدخل على آمنة فأصابها فحملت برسول الله صلىاللهعليهوسلم.
أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد الخطيب ، أنبأنا جدي أبو عبد الله ، أنبأنا
__________________
(١) الأصل وخع ، وفي ابن سعد : فوجدها تنظره.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدرك عن ابن سعد ١ / ٩٦.
(٣) في خع : روي.
(٤) في خع : زوجته.
(٥) سيرة ابن إسحاق ص ٢١ برقم ٢٦.
(٦) سيرة ابن إسحاق ص ٢١ برقم ٢٧.
(٧) بالأصل وخع : «أبي» والصواب عن سيرة ابن إسحاق ص ٢١.