قطعة جبل ثم اتفقا فقالا : ـ ذو هامة عظيمة ، وقامة جسيمة ، قد دوّم عمامته ، وأرخى ذؤابته ، منيف أنوف (١) أشدق (٢) حسن (٣) الصوت فقال : يا سيد المرسلين وصفوة ربّ العالمين ، لقد رأيت من قسّ (٤) عجبا وشهدت منه مرغبا فقال : «وما الذي رأيته منه وحفظته عنه؟» فقال : خرجت في الجاهلية أطلب بعيرا لي شرد مني أقفو أثره وأطلب خبره في تنائف (٥) ـ وقال الصّابوني وإسماعيل : في فيافي وقالا : ـ حقائف ذات دعادع وزعازع (٦) وليس بها الركب ـ وقال إسماعيل : ليس للركب فيها ـ مقيل ، ولا لغير الجن سبيل ، وإذا بموئل مهول (٧) في طود عظيم ، ليس به إلّا البوم ، وأدركني الليل فولجته مذعورا لا آمن فيه حتفي ، ولا أركن إلى غير سيفي ، فبتّ بليل طويل كأنه بليل موصول أرقب الكوكب ، وأرمق الغيهب ، حتى إذا عسعس الليل ، وكاد (٨) الصبح أن يتنفس هتف بي هاتف يقول :
يا أيّها الراقد في اللّيل الأحمّ (٩) |
|
قد بعث الله نبيا في الحرم |
من هاشم أهل الوفاء والكرم |
|
يجلو دجنات الدّياجي والبهم |
قال فأدرت طرفي فما [رأيت له](١٠) شخصا ولا سمعت له فحصا فأنشأت أقول :
يا أيّها الهاتف في داجي الظلم |
|
أهلا وسهلا بك من طيف ألم |
__________________
(١) عن البيهقي وبالأصل «منوف».
(٢) الأصل وخع والمختصر ، وفي البيهقي : أحدق.
(٣) الأصل وخع والمختصر ، وفي البيهقي : أجش.
(٤) بالأصل وخع : «قيس» والصواب عن الدلائل والمختصر.
(٥) عن المختصر ٢ / ٥٥ وبالأصل «نفائف» وفي خع : «تفائف» وفي الدلائل : «نتائف».
(٦) عن البيهقي وبالأصل وخع : ودعادع.
(٧) بالأصل وخع : «هول» والمثبت «مهول» عن البيهقي والمختصر.
(٨) بالأصل وخع : «وكان» والصواب عن البيهقي والمختصر.
(٩) بالأصل وخع : «الأجم» والمثبت عن البيهقي والمختصر.
(١٠) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن البيهقي والمختصر.