به إلى السماء الرابعة ، فقالوا له مثل ذلك. ثم عرج به إلى السّماء الخامسة فقالوا مثل ذلك في كل سماء فيها أنبياء قد سمّاهم أنس. فرأيت منهم : إدريس في الثانية ، وهارون في الرابعة ، وآخر في الخامسة لم أحفظ اسمه ، وإبراهيم في السّادسة ، وموسى في السّماء السّابعة ، لفضل كلامه الله. فقال موسى : رصب إني لم أظن أن ترفع عليّ أحدا.
ثم علا به فوق ذلك بما لا (١) يعلمه إلّا الله حتى جاء سدرة المنتهى ، فأوحى إليه ما شاء الله ، وأوحى إليه فيما يوحى إليه : خمسين صلاة على أمته في كل يوم وليلة ، حتى هبط ، حتى بلغ موسى. فانقضى الحديث. ولا أدري ساقه ابن أبي أويس ولم استزده على هذا.
وأما حديث عبد الرّحمن بن هاشم بن عتبة.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا أبو محمد أحمد بن علي بن الحسين بن أبي عثمان ، أنبأنا أبو طاهر محمد بن علي بن عبد الله الأنباري ، أنبأنا أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عمر المديني المصري حينئذ.
وأخبرناه أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي ، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن القفّال ، أنبأنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن خرشيد ، أنبأنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد الفقيه ، قال : أنبأنا يونس (٢) بن عبد الأعلى بن ميسرة الصدفي ، أنبأنا وهب ـ وقال ابن السمرقندي أنبأنا عبد الله بن وهب ـ حدثني يعقوب بن عبد الرّحمن ـ زاد ابن المقرئ : زاد ابن البغدادي : الزّهري ـ عن أبيه ، عن عبد الرّحمن بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ، عن أنس بن مالك قال : لما جاء جبريل عليهالسلام بالبراق إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : فكأنها ـ وقال ابن البغدادي : فكأنما ـ ضربت (٣) أذنيها فقال لها جبريل : مه يا براق ، فو الله ـ وقال ابن البغدادي : والله ـ إن ركبك مثله ، فبينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فإذا هو بعجوزتان (٤) ـ وقال ابن السمرقندي : تاني ـ على جانب الطريق فقال : ما هذا؟ وقال ابن البغدادي : ما هذه يا جبريل؟ قال :
__________________
(١) عن خع ، سقطت من الأصل.
(٢) بالأصل وخع : «يونس بن عبد الله بن عبد الأعلى» والصواب ما أثبت ، انظر سير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٤٨.
(٣) كذا بالأصل وخع ، وفي المختصر لابن منظور ٢ / ١١٧ صرّت الأصل وخع ، وفي المختصر : فسار.
(٤) أي مقيمة ، من تنأ بالمكان : أقام ، وقالوا تنأ في المكان على التخفيف (اللسان).