وذي الحلم والفضل في النائبات |
|
كثير المفاخر (١) جمّ الفخر |
له فضل مجد على قومه |
|
مبين يلوح كضوء القمر |
أتته المنايا فلم تشوه |
|
لصرف (٢) الليالي وريب (٣) القدر |
قال : ومات عبد المطلب فدفن بالحجون (٤).
قال (٥) وأنبأنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي ، أنبأنا معمر ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : وأنبأنا معاذ بن محمد الأنصاري ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال : وأنبأنا محمد بن صالح وعبد الله بن جعفر وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة دخل حديث بعضهم في بعض ، قالوا : لما توفي عبد المطلب قبض أبو طالب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فكان يكون معه ، وكان أبو طالب لا مال له ، وكان يحبه حبا شديدا لا يحبه ولده [وكان لا ينام حتى ينام (٦)] وكان لا ينام إلّا إلى جنبه ، ويخرج فيخرج معه ، وصبّ به أبو طالب صبابة ولم يصبّ مثلها شيء قط ، وكان يخصّه بالطعام ، وكان إذا أكل عيال أبي طالب جميعا أو فرادى لم يشبعوا ، وإذا أكل معهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم شبعوا. فكان إذا أراد أن يغذّيهم قال : كما أنتم حتى يحضر ابني ، فيأتي رسول الله صلىاللهعليهوسلم فيأكل معهم فكانوا يفضلون من طعامهم ، وإن لم يكن معهم لم يشبعوا ، فيقول أبو طالب : إنك المبارك (٧) ، وكان الصبيان يصبحون رمصا شعثا ، ويصبح رسول الله صلىاللهعليهوسلم دهينا كحيلا.
قال وأنبأنا محمد بن سعد (٨) ، أنبأنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي ، أنبأنا زكريا بن يحيى بن يزيد السعدي ، عن أبيه قال : قدم مكة عشرة نسوة من بني سعد بن بكر يطلبن الرضاع ، فأصبن الرضاع كلّهنّ إلّا حليمة بنت عبد الله بن الحارث بن
__________________
(١) في ابن سعد : كثير المكارم.
(٢) في الطبقات : بصرف.
(٣) عن ابن سعد وبالأصل وخع : وريث.
(٤) الحجون جبل بأعلى مكة عنده مدافن أهلها (ياقوت).
(٥) انظر الطبقات ١ / ١١٩ ، والقائل ابن سعد.
(٦) سقطت من الطبقات والمطبوعة.
(٧) ابن سعد : إنك لمبارك.
(٨) الطبقات ١ / ١١٠.