بعضهم في حديث بعض قالوا (١) : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يكون مع أمه آمنة بنت وهب ، فلما توفيت قبضه إليه جده عبد المطلب وضمّه ورقّ عليه رقة لم يرقها على ولده ، وكان يقرّبه منه ويدنيه ، ويدخل عليه إذا خلا وإذا نام. كان يجلس على فراشه فيقول عبد المطلب إذا رأى ذلك : دعوا ابني [إنه](٢) ليؤنس ملكا.
وقال قوم من بني مدلج لعبد المطلب : احتفظ به ، فإنا لم نر قدما أشبه بالقدم التي في المقام منه ، فقال عبد المطلب لأبي طالب : اسمع ما يقول (٣) هؤلاء فكان أبو طالب يحتفظ به (٤). فقال عبد المطلب لأم أيمن ، وكانت تحضن (٥) رسول الله صلىاللهعليهوسلم يا بركة لا تغفلي عن ابني ، فإنني وجدته مع غلمان قريبا (٦) من السّدرة ، وإن أهل الكتاب يزعمون أن ابني هذا نبي هذه الأمة ، وكان عبد المطلب لا يأكل طعاما إلّا قال : [عليّ](٧) يا بني فيؤتى به إليه ، فلما حضرت عبد المطلب الوفاة أوصى أبا طالب بحفظ رسول الله صلىاللهعليهوسلم وحياطته ولما نزل بعبد المطلب الوفاة (٨) قال لبناته : أبكينني وأنا أسمع ، فبكته كل واحدة منهن بشعر ، فلما سمع قول أميمة ، وقد أمسك لسانه ، جعل يحرّك رأسه أي قد صدقت وقد كنت كذلك (٩) وهو قولها :
أعينيّ جودي (١٠) بدمع درر |
|
على ماجد الخيم (١١) والمعتصر |
على ما جد الجدّ واري الزّناد |
|
جميل المحيا عظيم الخطر |
على شيبة الحمد (١٢) ذي المكرمات |
|
وذي المجد والعزّ والمفتخر |
__________________
(١) عن ابن سعد وبالأصل وخع : قال.
(٢) عن ابن سعد.
(٣) عن ابن سعد وبالأصل وخع : أقول.
(٤) كررت العبارة بالأصل وخع ، فحذفنا ، وما أثبتناه يوافق عبارة الطبقات.
(٥) بالأصل وخع : «وكان تحض» والصواب عن ابن سعد.
(٦) بالأصل وخع : قريب.
(٧) الزيادة عن ابن سعد.
(٨) عن ابن سعد وبالأصل «الرقا».
(٩) بالأصل «وقد كتبت ذلك» والمثبت عن ابن سعد.
(١٠) في خع وابن سعد ١ / ١١٨ جودا.
(١١) الأصل وخع ، وفي ابن سعد : على طيب الخيم.
(١٢) بالأصل «الحد» والمثبت عن ابن سعد.