وقوله تعالى : ( وليَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ ) (١) فهنا تناول الماضي بالمستقبل.
ومن أوجه « لو » أن تكون للتمنّي نحو : لو يأتني فيحدّثني ، قيل : ومنه قوله تعالى : ( فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً ) (٢) ولذا نصب جوابها.
واختلف في لو هذه فقيل : إنّها قسم برأسها لا جواب لها ، إلاّ أنّه قد يؤتى لها بجواب منصوب كما يؤتى لليت.
وقيل : إنّها « لو الشرطية » اشتربت معنى التمني ، بدليل أنّه جمع لها بين جوابين : منصوب بعد الفاء ، وآخر باللام في قوله :
فَلَوْ نُبِشَ المَقابِرُ عَنْ
كُلَيْب |
|
فَيُخْبَرَ بِالذّنائِبِ أَيُّ زِيرِ |
بِيَوْمِ الشَّعْثَمِينَ لَقَرَّ
عَيْناً |
|
وَ كَيْفَ لِقاءُ مَنْ تَحْتَ
القُبُورِ (٣) |
__________________
وزق : بالزاي والقاف : الصدى ، وقد ذكر معناه في الحاشية.
والأصداء : جمع صدى ، وهو الذي يجيئك بمثل صوتك في الجبال وغيرها ، صمّ صداه
وأصم اللّه صداه ، أي أهلكه لأنّ الرجل إذا مات لم يسمع الصدى منه شيئاً فيجيبه.
والرمس : تراب القبور.
وسبسب : بمهملتين مفتوحتين وموحدتين أوّلهما ساكن : المفازة.
والرِّمّة ـ بكسر الراء وتشديد الميم ـ : العظام البالية ، والجمع : رمم ورمام ، رمّ العظم يرم إذا بلى. وهشّ من الهشاشة وهو الارتياح والخفة للشيء ( منه ).
١ ـ النساء : ٩.
٢ ـ الشعراء : ١٠٢.
٣ ـ البيتان من قصيدة ل « مهلهل » يرثي بها أخاه كليبا ، وآولّها :
إلَيلتُنا بذي
حُسم أنيري |
|
إذا أنتِ انقضيت
فلا تحوري |
انظر « شرح شواهد المغني » : ٢ / ٦٥٤ ، الشاهد ٤١٢ عن « شعراءالجاهلية » : ١٦٨ ـ ١٧٠.