بمعنى الّذي قالته الجمهور فتكون بعد « ذا » تأكيداً لها ، وأن تكون بمعنى « الواو » أو للترتيب في الذكر أو لبعد مضمون ما بعدها عما قبلها ، لأنّ الشأن بعد إتيان القرينة من اللّه تعالى بعيد في الغاية عن الشأن قبل ذلك ، فيكون بعد « ذا » تأسيساً.
« التاء » : الساكنة التي في « أتته » علامة لتأنيث الفاعل وهي من خواص الفعل وإلحاقها بالفعل غير لازم إذا كان الفاعل مؤنّثاً غير حقيقي ، أو مفصولاً بينه وبين الفعل. وهنا قد اجتمع الأمران ، وفي مثله نصّ جماعة ، منهم نجم الأئمة رضي اللّه عنه على أنّ المختار ترك الإلحاق ، كقوله تعالى : ( جاءَهُ مَوْعِظَةٌ ) (١).
ويحتمل أن لا يكون الناظم قد ألحق التاء ، وإنّما الذي على صورتها ألف « أتى » التي هي لامها كتبت بصورة الياء التحتانيّة كما هو دأب طائفة من الكتاب ، وحينئذ فقد راعى الأُولى على قول الجماعة من ترك الإلحاق.
« بعد » ظرف زمان غالباً وربما كان للمكان كما يقال : دار زيد بعد دار عمرو.
« ذا » اسم إشارة موضوع للإشارة إلى مفرد مذكّر ، واختلف في وضعه على أقوال : فالبصريون على أنّه ثلاثي الوضع.
فمنهم من قال : إنّ أصله « ذيَيْ » بيائين مفتوحة فساكنة حذفت الأخيرة التي هي اللاّم اعتباطاً وقُلبت الأُولى ألفاً لتحرّكها وانفتاح ما قبلها ، ولم يمنع من ذلك حذف الياء الأخيرة كما منع من مثله حذف ياء من « تولان » المحذوف اعتباطاً بمنزلة المعدوم.
ومنهم من قال : إنّ الياء الأُولى ساكنة وهي المحذوفة والثانية مفتوحة وهي التي قلبت ألفاً. ورجّح الأُوّل بأنّ حذف اللام اعتباطاً أكثر من حذف العين.
ومنهم من قال : إنّ أصله « ذوي » لأنّ باب طويت أكثر من باب حييت ، ثمّ
__________________
١ ـ البقرة : ٢٧٥.