رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ومعي عترتي على الحوض ، فمن أراد فليأخذ بقولنا وليعمل بعملنا فإنّ لكلّ أهل بيت منجياً ، ولنا شفاعة ، ولأهل مودّتنا شفاعة فتنافسوا في لقائنا على الحوض ، فإنّا نذود عنه أعداءنا ونسقي منه أحبّاءنا وأولياءنا ، ومن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً ، حوضنا مترع فيه شعبان ينصبّان من الجنة أحدهما من تسنيم والآخر من معين ، على حافّتيه الزّعفران وحصاه اللؤلؤ والياقوت وهو الكوثر » إلاّ أنّ لفظ « وهو الكوثر » ليس في بعض نسخ تفسير فرات. (١)
وأمّا دليل الاختلاف ، فلعلّه أنّ المتبادر من النّهر غير ما يتبادر من الحوض.
وقد فسّر الكوثر في جميع الأخبار بالنهر ، وقد رأيت في بعض طرق العامّة عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ ماء الكوثر ينصب في الحوض وانّ الحوض ، على ظهر ملك في عرضه القيامة يتبع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أينما ذهب فهو يؤيد المغايرة.
وليعلم أنّه يجوز على تقدير اتحاد الحوض والكوثر أن يكون المصراع جملة واحدة ، على أن يكون « كوثر » نائباً مناب العائد ، فإنّه بمنزلة أن يقال : يفيض ذلك الحوض من رحمته.
« أبيض » إمّا صفة لكوثر ، أو خبر له مقدّراً راجعاً إليه أو إلى الحوض ، أو خبر بعد خبر لـ « هو » المقدّر مبتدأ لكوثر ، وعلى تقدير الوصفية فإن كان المراد بالكوثر النهر المعروف ، كان الوصف لمجرّد المدح والوصف بالنكرة لتنكيره بتأويله بمسمّى بالكوثر ، وإن كان المراد به الماء الكثير كان الوصف قيداً.
وعلى تقدير كونه خبراً لهو الراجع إلى كوثر ؛ فالجملة استئناف جواب لمن يسأل عن الكوثر.
وعلى تقدير إرادة النهر المعروف من الكوثر من غير تنكير ف « أبيض » حال
__________________
١ ـ تفسير فرات : ٣٦٧ ، والخصال : ٦٢٥ وفيه : مثعبان ، والمثعب : مسيل المياه ، ينصبّان.