فيقولون : كذبنا الأكبر وعصيناه وقاتلنا الأصغر وقتلناه.
فأقول : اسلكوا سبيل أصحابكم ، فينصرفون ظماء مظمئين مسودّة وجوههم لا يطعمون منه قطرة.
ثمّ يرد راية (١) أمير المؤمنين وقائد الغرّ المحجّلين فأقوم فآخذه بيده فيبيضّ وجهه ووجوه أصحابه فأقول : ماذا خلّفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون : اتّبعنا الأكبر وصدّقناه ووازرنا الأصغر ونصرناه وقُتلنا معه. فأقول لهم : ردوا رواءً مرويّين ، فيشربون (٢) شربة لا يظمأون بعدها أبداً ، وجه إمامهم كالشمس (٣) الطالعة ووجوههم كالقمر ليلة البدر ، وكأضوأ نجم في السماء.
قال : ألستم تشهدون على ذلك؟ قالوا بلى. قال : وأنا على ذلكم من الشاهدين.
قال الحارث : اشهدوا عليّ بهذا عند اللّه أنّ صخر بن الحكم حدّثني به.
وقال صخر : اشهدوا عليّ بهذا عند اللّه أنّ حيان بن الحارث حدّثني به.
وقال حيان : اشهدوا عليّ بهذا عند اللّه أنّ الربيع بن جميل حدّثني به.
وقال الربيع بن جميل : اشهدوا عليّ بهذا عند اللّه أنّ أبا ذر حدّثني به. (٤)
وقال أبو ذر رضي اللّه عنه : اشهدوا عليّ بهذا عند اللّه أنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
__________________
١ ـ في الأصل : « علي ».
٢ ـ من المصدر. وفي الأصل : « ردّوا فيردون ».
٣ ـ من المصدر. وفي الأصل : « أبدانهم كالشمس ».
٤ ـ في المصدر : قال صخر : اشهدوا عليَّ بهذا عند اللّه أنّ الربيع بن جميل حدثنى به.
وقال الربيع : اشهدوا عليّ بهذا عند اللّه أنّ مالك بن ضمرة حدثني به.
وقال مالك : اشهدوا عليّ بهذا عند اللّه أنّ أبا ذر حدثني به.