ثمّ ترد عليّ راية ذي الثدية معها أوّل خارجة وآخرها ، فأقوم فآخذ بيده فترجف قدماه ويسودّ وجهه ووجوه أصحابه ، فأقول : ما فعلتم بالثقلين بعدي؟ فيقولون : أمّا الأكبر فمرقنا منه ، وأمّا الأصغر فبرئنا منه ولعنّاه. فأقول : ردّوا ظماءً مظمئين مسودّة وجوهكم فيؤخذ بهم ذات الشمال لا يسقون قطرة.
ثمّ ترد عليّ راية أمير المؤمنين وسيّد المسلمين وإمام المتّقين وقائد الغرّ المحجّلين فأقوم ، فآخذ بيده فيبيضّ وجهه ووجوه أصحابه فأقول : ما فعلتم بالثقلين بعدي؟ فيقولون : أمّا الأكبر فاتّبعناه وأطعناه ، وأمّا الأصغر فقاتلنا معه حتى قُتلنا. فأقول : ردوا رواء مرويّين مبيضّة وجوهكم فيؤخذ بهم ذات اليمين وهو قول اللّه عزّوجلّ ( يَومَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمّا الّذينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا العَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأَمّا الّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيها خالِدُون ). (١) انتهى الباب بألفاظه على ما فيما عندنا من النسخ.
والظاهر أنّه سقط من أقلام الكُتّاب ذكر راية من الخمس.
وفي تفسير علي بن إبراهيم بن هاشم في تفسير سورة آل عمران مثل هذا الخبر ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي الجارود ، عن عمران بن هيثم ، عن مالك بن ضمرة ، عن أبي ذر رضي اللّه عنه ، وزيادة راية أُخرى بها يكمل الخمس ، فقال بعد راية فرعون الأمّة :
ثمّ ترد علي راية مع سامري هذه الأُمّة فأقول لهم : ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون : أمّا الأكبر فعصيناه وتركناه ، وأمّا الأصغر فضيّعناه وصنعنا به
__________________
١ ـ اليقين : ٣٢٩ الباب ١٢٤ ، والبحار : ٨ / ٢٠٧. والآية من سورة الأنعام : ١٠٦ و ١٠٧.