الملاعين الأحقاء بألوان التلعين ، دقّ اللّه منهم اللّغانين (١) ، وأخذ منهم باليمين ، ثمّ قطع منهم الوتين ، من ضروب اللعن بما يملأ الموازين ، ويسوّد صفحات المناجين ، ويدوم بدوام الأحايين ، ويفوق على عنانيات الأظانين ، ويُعفّر خدود شيعتهم ويُرغم منهم العرانين ، خصوصاً اللعنة العجين (٢) والفظّ البظّ (٣) الّلظّّ (٤) اللغمظّ الثخين ، والثقال العتلّ الطّمليل (٥) الأفين (٦) ، نوّله اللّه من اللعن ما يملأ السماوات والأرضين.
فيقول (٧) قنّ الأئمّة الأخيار الأبرار الأطهار ، اللائذ بهم من سطوات الملك الجبار ( محمد بن الحسن بهاء الدين الأصفهاني ) أذاقه اللّه حلاوة المعاني ، وعرّفه حقائق المثاني ، ورزقه القطوف الدّواني ، وزوّجه في الجنّة الحور الغواني :
قد انثالت عليَّ لُمّة من إخواني ، وثبة من كمَّل أخداني ، ممّن أرى إسعافهم من فروض العين ، ولا أرى لبنات شفاههم مأنّة (٨) سوى العين ، ملحّين بقثاثتهم (٩) عليّ ، واضعين جعالتهم لنفاثتهم بين يديَّ ، مقترحين أن أشرح لهم
__________________
١ ـ اللُّغْنُون : لغة في اللغدود ، والجمع لغانين : لحم بين النكْفَتين واللسان من باطن.
٢ ـ عَجَن الرجل ، إذا نهض معتمداً بيديه على الأرض من الكِبَر.
٣ ـ الفظّ : الغليظ ، والبظّ : اتباع للفَظّ.
٤ ـ العسر المتشدّد.
٥ ـ الطِّمْل من الرجال : الفاحش البذيء ، والطِّمل والطّمليل : اللصّ ، وقيل : اللصّ الفاسق.
٦ ـ ناقص العقل.
٧ ـ جواب ( أمّا ) التي صدّر بها كلامه.
٨ ـ كذا في النسخة ، ولعلها ممأنة : المخلقة والمجدرة ، يقال ( هو ممأنة لكذا ) اي انه جدير وخليق بكذا.
٩ ـ القثُّ : جمعك الشيء بكثرة ، والقُثاث : المتاع ونحوه ؛ وجاءُوا بقُثاثِهم وقثاثتهم ، أي لم يَدَعُوا وراءهم شيئاً. ( لسان العرب « قثّ » ).